قراءات في نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ25


  • الجمعة 4 نوفمبر ,2022
قراءات في نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ25
الانتخابات

ناقش برنامج "منتدى الجرمق" في حلقة جديدة الحالة الفلسطينية في أراضي48 ما بعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي، في ظل صعود اليمين مجددًا لسدة الحكم.

وطرح ضيوف "منتدى الجرمق" رؤىً مختلفة حول الكنيست ومشاركة الفلسطينيين في الـ48 به، وما قد تؤول له هذه المشاركة من عدمها، والبديل عنها.

ماذا بعد صعود اليمين؟

ويوّضح الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول في حديثه للجرمق أن ما يحصل في المجتمع الإسرائيلي هو دليل على أن القوة الصاعدة في "إسرائيل" هي اليمينية المتطرفة، بخلاف ما اعتيد عليه، من صعود الليكود والعمل وحزب لابيد، قائلًا، "ما يحدث هو نشوء حزب دموي لديه بنية متكاملة من الميليشيات التي تهدف لتصفية الوجود العربي، قامت باستهداف المدن الساحلية، وبناء الميليشيات بعد هبة الكرامة وفي الشيخ جراح".

ويؤكد مخول على أن صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم ليست، "أم المعارك"، ولكن المجتمع الفلسطيني في الـ48 أمام تحدي كبير، قائلًا، "خرجنا من الانتخابات الإسرائيلية بحالة أضعف مما كنا بها، خاصة بعد حالة الشرذمة بالصف الوطني وتراجع منسوب المشروع السياسي الجماعي لدى فلسطينيي48، ونحن بحاجة إلى نقل مركز الثقل الشعبي وللتنظيم الذاتي وبناء المؤسسات القومية الوطنية".

ويقول مخول، "الآن ستعود للواجهة مشاريع الضم والوطن البديل في الأردن الذي يسعى له نتنياهو عقائديًا إلى جانب عوتصماه يهوديت، وستزداد الانتهاكات بشكل كبير وسيسعى هؤلاء لتحويل الحرب لحرب دينية".

ويتابع للجرمق أن ما حدث في "إسرائيل" من صعود لليمين المتطرف يتغذى بالأساس من الوضع العالمي والدولي، الذي يشهد نهوضًا لليمين في إيطاليا والنمسا أوروبا عمومًا، مضيفًا.

كيف سيواجه فلسطينيو48 حكومة اليمين؟

وبدورها، تؤكد الناشطة السياسية في حراك حيفا سهير بدارنة على أنها لا ترى فرق بين حكومة إسرائيلي برئاسة لابيد أو غانتس أو نتنياهو، مشيرة إلى أن كل شخص منهم يقوم بالتنكيل بالفلسطينيين بطريقته الخاصة.

وتتابع في حوارها مع "منتدى الجرمق"، "نحن يجب أن نناضل من خارج الكنيست وليس من داخله، لأن الوجود العربي في الكنيست لا يفيد".

خطاب "حرق الأصوات"

وحول اتهام التيار الفلسطيني المقاطع لانتخابات الكنيست الإسرائيلي بأن المقاطعون يحرقون الأصوات ويتسببون بخسارة الأحزاب العربية، يقول يوسف إبراهيم عضو شبيبة أبناء البلد، "نحن كشبيبة نتبع لحركة أبناء البلد التي تبنت خطاب المقاطعة منذ الستينيات، جاءت بالفكرة منذ دخول الأحزاب العربية للكنيست، نحن نعتقد وننظر إلى الكنيست أنه ليس مكان للتأثير أو التغيير على صعيد الحقوق اليومية لفلسطينيي48".

ويتابع، "من حرق أصوات العرب في الانتخابات هم أعضاء الكنيست العرب، فالمقاطعين الأيدولوجيين يشكلون نصف المقاطعين بشكل عام، ونحن نرى أن المقاطعة وصلت لنسب عالية، فالتصويت في أفضل حالاته وصل فقط لـ 64%".

ويضيف إبراهيم، "نحن نؤمن كشباب أن حقوقنا ونضالنا محصور بالتقدم بالمؤسسات خارج الكنيست، لأن الكنيست يضع لنا سقف للخطاب، لا نستيطع تجاوزه"، مؤكدًا على أن النضالات في الشارع خارج الكنيست سبب عدم نجاحها واستمراريتها هو التمثيل العربي في الكنيست.

ويقول للجرمق، "خلال هبة أيار كان هناك محاولات من الأعضاء العرب لتهدئة الأوضاع وتسمية الهبة بمسميات مختلفة غريبة منها حرب أهلية أو مشاكل داخلية، ولكن بالمقابل نحن ندعو دائمًا لمقاطعة الكنيست وليس مقاطعة الأحزاب العربية، نحن ننتقد الأحزاب والأداء الذي تقوم به".

وبالحديث عن خطاب حرق الأصوات خلال الانتخابات، يقول أمير مخول للجرمق، "خطاب حرق الأصوات خطاب غبن، لأن حق الجماهير ألا تصوّت في الكنيست، حتى وإن كان مزاجيًا، فالمقاطعة المبدئية فعل سياسي، وموقف من الدولة، ومن المهم أن يظل موجود، فتاريخيًا حركة أبناء البلد والإسلامية الشمالية قاطعوا الانتخابات وهذا الصوت مهم جدًا في الداخل".

ويقول، "الأصوات ليست شيء مقدس، وهناك من سيعتبر عدم التصويت حرق أصوات، وهناك من يعتبر التصويت إنقاذ للكرامة الوطنية، الأمر ليس بجرة قلم".

وحول الدعاية الإسرائيلية، يقول مخول للجرمق، "حول موضوع المقاطعة، الدعاية الإسرائيلية أصبحت تعمل ضمن خوارزميات وتقنيات جديدة لتقوم بخلق مزاج لدى المجتمع الفلسطيني في الداخل من خلال دعايتها وليس فقط الدعاية القائمة على الإقناع، كما حصل مع الليكود عندما قام بنشر بوسترات عن العرب "إذا بتتوحدوش بنصوتش"، وهذه قضية مهمة وعلينا الانتباه لها لأنها تشويه للفعل السياسي الفلسطيني وتشويه للمقاطعة أيضًا".

ويتابع، "هذا يدل على أننا أصبحنا مادة للاختراق قي دعاية إسرائيل في ظل مساعيها لتيئيس الفلسطينيين، كما أن الأحزاب الصهيونية تستخدم الإعلام الإسرائيلية الذي يتحدث بلغة المستعمر وليس بلغة أهل البلاد الأصليين".

ويقول مخول، "هناك فعل برلماني داخل الكنيست ولكنه ليس الفعل الوحيد أمام الفلسطينيين، ولا يمكن الرهان عليه، القائمة المشتركة خلقت لنا وهمين، أن العمل البرلماني هو الأساس ولا يوجد معه عمل شعبي، والهم الآخر هو أن تنظيم المجتمع الفلسطيني في الداخل لا يتم إلا عبر المشتركة وهذا خطأ".

وحول دور أعضاء الكنيست، تقول سهير بدارنة، "خلال هبة الكرامة هناك من تحدث عن الشبان المشاركين في الهبة أنهم زعران في الوقت الذي كانوا يدافعون فيه عن حارتهم وأرضهم، نحن كحراك وكأناس متواجدة في الشارع نرى أن من يذهب للفعاليات الوطنية وللتظاهرات هم الشباب، في الوقت الذي لا يقوم فيه عضو الكنيست بفعل أي شيء لمنع الأسرلة، خاصة في كتب المدارس، وفي قضية العنف أو قضية الخدمة المدنية".

ما المطلوب حاليًا؟

ويقول يوسف إبراهيم في حديثه مع الجرمق، "المطلوب حاليًا هو نقاش كيف يمكن مواجهة حكومة اليمين المتطرف، نحن كشكلتنا كجيل شباب ثالث بعد النكبة، مشكلة وعي، اليوم في الداخل لا يوجد حل مرحلي يعالج قضية العنف، نحن في المقاطعة وضعنا اقتراح بترميم لجنة المتابعة، التي تأسست لتتابع قضايا الجماهير، ومكونة من أحزاب وحركات عربية فلسطينية في الداخل". 

ويتابع، "نحن نرى أن إعادة هيكلة المتابعة والتصويت عليها بشكل مباشر، وتشكيلها كلجنة تمثل كل العرب بالداخل بالتقاطع فلسطينيي الضفة وغزة، هو المطلوب حاليًا"، مضيفًا، "مشكلتنا الأساسية بالدخول للكنيست هي أنه يحصر فلسطين بالمليون ونصف فلسطيني في الداخل، ويتجاهل 6 مليون فلسطيني في الضفة وغزة و6 مليون آخرين في الشتات".

ويقول، "لا يوجد أي قائمة عربية في الكنيست تذكر اللاجئين الفلسطينيين، مع أن هناك قرار دولي بعودتهم، ولا يوجد من يتحدث عن الحصار على غزة، وإنما يكتفون في بوست فيسبوك، لا يوجد برنامج عملي لتوحيد القضية الفلسطينية، نحن مشكلتنا باجتزائنا من باقي أبناء شعبنا".

وحول إعادة هيكلة لجنة المتابعة، يقول مخول، "لجنة المتابعة هي انعكاس لوضع الحركة السياسية بالمجمل، وليست شيء منفصل، اللجنة لها دورها، وتعطينا صفة كيانية في الداخل سواء ضد البرلمان، هي تضم الشيوعي والإسلامي والقومي، وهي قوة نموذجية تشبه منظمة التحرير إلى جد ما، ولكن اليوم تعيش حالة ضعف بسبب الوضع السياسي".

ويضيف، "لجنة المتابعة لا يوجد لديها آليات لحسم الأمور، وقراراتها تؤخذ بالتوافق وهذا ما يضعفها، "المتابعة بحاجة لإعادة بناء، فالأحزاب انتقلت منها إلى الكنيست للبحث عن النجومية، والتمثيل".

وبدوره، يقول يوسف إبراهيم، "كشعوب تحت الاستعمار يجب أن يكون لنا تمثيل بحركة، وألا تتحمل الحراكات الشبابية أكبر من طاقتها، فالحراك ليس لديه برنامج سياسي بعيد المدى، فهو يتأسس وينشأ لعلاج قضية معينة، أنا عضو في حراكات عدة ولكن عندما أتكلم عن مطلبي، أتحدث كأبناء بلد".

 

 

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر