هل سيؤثر صعود اليمين في "إسرائيل" على علاقتها مع الإدارة الأمريكية أو المجتمع الدولي؟


  • الخميس 3 نوفمبر ,2022
هل سيؤثر صعود اليمين في "إسرائيل" على علاقتها مع الإدارة الأمريكية أو المجتمع الدولي؟
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية التعامل مع حكومة "إسرائيل" بوجود إيتمار بن غفير، مضيفة نقلًا عن مصادر لم تكشف عنها أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا في الغرف المغلقة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، غير معجبين بفكرة التعامل مستقبلًا مع بن غفير ولا يرحبون بالتوجه الذي يمثله والمواقف التي يعبر عنها.

وفي ذات السياق، توّقع محللون سياسيون أنه من المحتمل أن يحدث تغيّر في تعامل الإدارة الأمريكية مع "إسرائيل" في ظل حكومة تضم "اليمين المتطرف"، مؤكدين على أن هذا التغيّرقد لا  يكون كبيرًا.

بسبب اليمين..هل ستتأثر السياسة الخارجية لإسرائيل؟

ويقول أنطوان شلحت الباحث والمحلل السياسي للجرمق، "وارد جدًا أن يتغير سلوك الإدارة الأمريكية مع إسرائيل في ظل صعود اليمين، ولكن السؤال هو كيف سيكون تعامل نتنياهو حين يصبح رئيس للوزراء مع حكومته التي ستضم اليمين المتطرف".

ويتابع، "بنيامين نتنياهو سيسعى خلال فترة حكمه المقبلة لتحسين صورة إسرائيل في العالم، رغم اعتماد حكومته على اليمين المتطرف، ولكن كيف سيتعامل العالم مع إسرائيل، هنا سيبقى السؤال مفتوح".

ويضيف أن مشكلة ستواجه "إسرائيل" في ظل تولي حكومة جديدة برئاسة نتنياهو التي ستضم أيضًا، "بن غفير وسموتريش"، قائلًا، "الإدارة الأمريكية الحالية ديموقراطية نوعًا ما، وهذا لا يعني أنها غير منحازة لإسرائيل، ولكن يمكن أن توجه انتقادات لإسرائيل، ولذلك علينا عدم الاستخفاف بحنكة نتنياهو، الذي سيسعى لامتصاص غضب أمريكيا ودول العالم بسبب وجود اليمين المتطرف".

وحول مسعى نتنياهو لتحسين صورة "إسرائيل" أمام العالم، يقول شلحت للجرمق، "بتقديري وبسبب صورة إسرائيل خارجيًا، لن يعطي نتنياهو أمثال بن غفير وسموتريش وزارات هامة كوزارة الدفاع التي قد يتسلمها نتنياهو شخصيًا لأهميتها، وأيضًا وزارة الخارجية".

لا تغيير بين حكومة لابيد وحكومات نتنياهو

وبالحديث عن السياسات الخارجية لإسرائيل في حكومة لابيد مقارنة مع حكومات بنيامين نتنياهو، يقول شلحت للجرمق، "لم نرى أي تغيير في السياسات الخارجية في حكومة لابيد عن حكومات نتنياهو السابقة، وبتقديري أنه حتى في هذه الحكومة (المقبلة) لن نرى تغيير"، مضيفًا أن التغيير الوحيد الذي حصل خلال حكومة لابيد لم يكن موجودًا سابقًا هو اجتماعات وزير الجيش الإسرائيلي مع السلطة الفلسطينية.

ويؤكد شلحت في حديثه على أن السياسة الإسرائيلية سواء الخارجية أو الداخلية بالعموم هي سياسة متطرفة جدًا، قائلًا، "هل سيزيد وصول اليمين المتطرف إسرائيل تطرفًا..ربما".

ويتفق الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي مع شلحت في أن التغيير الذي قد يحصل على السياسة الخارجية الإسرائيلية بعد صعود اليمين المتطرف مجددًا لن يكون كبيرًا، قائلًا، "باعتقادي لن يكون تغييرات كبيرة، فالليكود موجود في السلطة منذ 1977، ويملك الحزب وكوادره إمكانيات هائلة في العلاقات الدولية، فضلًا عن وجود الكونغرس الصهيوني الذي يستطيع التأثير على السياسة الأمريكية بشتى الوسائل".

ويتابع للجرمق، "حلفاء الليكود سواء من الحريدي أو الديني الصهيوني لا يملكون شيئًا، ولن يقرروا بشأن السياسات الخارجية لإسرائيل، ولكن سيؤثرون داخليًا، في الداخل الفلسطينية وفي الضفة والقدس".

ويقول لطفي للجرمق إن بنيامين نتنياهو أعطى إشارات واسعة خلال خطاباته قبل الانتخابات وبعدها أنه سيسعى لخلق معادلات سياسية جديدة وتحدث عن السلام في الشرق الأوسط، و"إسرائيل" تحتاج أمريكيا لترتيب علاقاتها مع دول مثل تركيا وقطر، وبالتالي نتنياهو لن يخسر هذا الدعم، ولن يسمح لأهوائه الشخصية أن تؤثر على هذه العلاقات.

هدوء خارجي واشتعال داخلي

وعلى الرغم من توقع المحللين أن العلاقات الخارجية لن تتأثر بصعود اليمين المتطرف في "إسرائيل" إلا أن الباحث صالح لطفي يتوقع اشتعال أراضي48 ومنطقة الضفة والقدس، قائلًا، "يمكن أن نشهد اشتعال للمنطقة في القدس والمسجد الأقصى، خاصة أن بن غفير تحدث عن ما أسماه ضرورة فرض السيادة أينما يتواجد اليهود".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر