ما دلالات توجه الجمهور الإسرائيلي لدعم شخصية كبن غفير؟

 


  • الأربعاء 2 نوفمبر ,2022
ما دلالات توجه الجمهور الإسرائيلي لدعم شخصية كبن غفير؟
بن غفير

 

أظهرت انتخابات الكنيست الـ25 تراجعًا ملحوظًا لمعسكر "المركز-اليسار" برئاسة يائير لابيد في مقابل صعود ملحوظ لمعسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو وتحالف "الصهيونية الدينية" برئاسة إيتمار بن غفير بتسلئيل سموتريش.

وووفقًا لنتائج الانتخابات فقد تصاعدت قوة قائمة تحالف "الصهيونية الدينية" لتصبح ثاني أكبر القوائم اليمينية بعد قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو.

ويعزو المحللون السياسيون أسباب توجه المجتمع الإسرائيلي لدعم الأحزاب اليمينية إلى أسباب عدة أهمها خطاب هذه الشخصيات اليمينية بعد هبة الكرامة والتي تمحورت حول "إعادة النظام والسيطرة بعد الهبة"، وتوفير المنابر الإعلامية الإسرائيلية لهذه الشخصيات.

مجتمع يميني منذ سنوات

ويوضح فادي نحاس المحلل السياسي أن توجه الجمهور الإسرائيلي  لدعم شخصيات وأحزاب يمينية ليس بالأمر الجديد، فهذه التوجهات موجودة منذ سنوات، قائلًا، "المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمين خاصة بعد هبة الكرامة وخطاب بن غفير الذي استخدم الهبة كدعاية وطرح قضية إعادة النظام والسيطرة التي فقدتها الحكومات السابقة وهذا ما كان له تأثير كبير على التحوّل خاصة لدى الشباب الإسرائيلي".

ويتابع في حديث للجرمق أن جيل الشباب الإسرائيلي الذي ولد بعد أوسلو أي (بعد تسوية القضية الفلسطينية) يعيش في حالة ارتياح تام ولا يرى أن هناك مجالًا للنقاش حول "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

ويلفت نحّاس إلى أن هناك صراع داخل المجتمع الإسرائيلية نفسه، بين فكر ليبرالي علماني مركزه "تل أبيب" وشمال "هرتسيليا"، وبين فكر يمين ديني توراتي، تصاعد مؤخرًا مركزه القدس.

وحول احتمالية التغيّر في السياسات الإسرائيلية بعد عودة اليمين للحكم، يقول نحّاس للجرمق، "لا أرى أي تغيّر في السياسات الإسرائيلية خاصة تجاه الفلسطينيين، فالحكومة الإسرائيلية السابقة لم تكن أقل شراسة من سابقاتها، وصعود بن غفير وأمثاله للحكم لن يأتي بالجديد".

قراءة خاطئة لاستطلاعات الرأي

وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "يبدو أن هبة الكرامة وخطاب بن غفير خلالها وما بعدها عزز من قوة بن غفير"، مشيرًا إلى أن اليمين في تصاعد مستمر منذ فترة طويلة، ولكن هذا ما لم تقرأه الاستطلاعات قبيل الانتخابات، واكتفت بالأرقام، دون دراسة التحول في فكر المجتمع الإسرائيلي وتوجهاته خلال العام الأخير.

ويقول مخول، "توجهات المجتمع الإسرائيلي اليمينية لا يمكن قراءتها فقط على مستوى الداخل الفلسطيني وإنما أيضًا على مستوى المستوطنات، فالتوجهات اليمينية واضحة وبارزة لدى المستوطنين الذين لا يمكن اعتبارهم منفصلين عن الإسرائيليين في تل أبيب أو في أي مكان آخر، فالخط الأخضر يفصل الفلسطينيين ولكن لا يفصل المستوطنين عن الإسرائيليين".

ويتابع للجرمق أن بن غفير لم يحصل على التأييد من اليمين فقط، وإنما حصل على تأييد من مراكز كانت تعتبر معاقل للعلمانية الإسرائيلية ولتيار حزب العمل، خاصة في أوساط الشباب، مشيرًا إلى أن هذا ما يعرف بصنع "الصهيونية الجديدة" وهو جزء من التحوّل في المجتمع الإسرائيلي.

ويعزو أسباب هذا التحوّل إلى نشوء وتقدم الطلائع الجديدة من اليمين المتطرف، مقابل اندثار الطلائع التقدمية من أحزاب "ميرتس والعمل".

ويضيف مخوّل أن ما يسمى "اليسار الإسرائيلي" كان يسعى إلى أن يضع العرب في مكان "الند" مع اليمين الفاشي، مؤكدًا على أن هذا الأمر مستحيل لأن تغيّر 1% على المجتمع الإسرائيلي بحاجة إلى تغيّر بنسبة 5% بالمجتمع الفلسطيني في مقابله.

ويقول للجرمق، "هناك تحول كبير في المجتمع الإسرائيلي لم يقرأه الفلسطينيون بشكل صحيح، في الوقت الذي رصد فيه الإعلام الإسرائيلي منابر ومساحات إعلامية لبن غفير واليمينين ليقدموا خطابهم للجمهور".

تحوّل من أزمة داخلية إلى أزمة دولة

ويؤكد أمير مخول في حديث للجرمق على أن "إسرائيل" انتهت حاليًا من الأزمة السياسية التي عصفت بها لمدة طويلة، ولكنها تحوّلت بصعود اليمين للحكم إلى أزمة دولة، وعليها اليوم أن تطالب بشرعيتها، قائلًا أن "عوتصماه يهوديت" أحد الأحزاب الكبرى التي ارتفع رصيدها في هذه الانتخابات هو من أقام الميليشات في النقب واللد ويافا لمواجهة الفلسطينيين بعد هبة الكرامة".

وتابع، "الآن أصبحت هذه الميليشيات قائمة بقرار كنيستي، وأصبح الآن هناك ذراع رسمي يقمع ويبطش وذراع عصاباتي يفعل ذات الشيء".

ويختم مخوّل حديثه بأن "إسرائيل" بصعود اليمين ستكون في أزمة عالمية، فإذا كان حزب "عوتصماه يهوديت" سيعرّض "إسرائيل" إلى المساءلات من أمريكيا ودول العالم التي تسعى في الطعن بشرعية الحكومة بوجود حزب فاشي فيها، وهذا قد يعزز حركة المقاطعة ضد "إسرائيل".

وبدوره، يقول نحّاس للجرمق، "السياسة الخارجية الإسرائيلية قد تتأثر بوجو أشخاص يمينيين أمثال بن غفير ولكن هذا يتعلق بطبيعة الوزارات التي سيتسلمها".

 

 

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر