وصفه والداه كالمارد الشامخ..الأسير إبراهيم البكري من البعنة يلتقي بأفراد من عائلته بعد 20 عامًا من الأسر في قاعة المحكمة


  • الأربعاء 26 أكتوبر ,2022
وصفه والداه كالمارد الشامخ..الأسير إبراهيم البكري من البعنة يلتقي بأفراد من عائلته بعد 20 عامًا من الأسر في قاعة المحكمة
إبراهيم البكري

تمكّن الأسير إبراهيم البكري من بلدة البعنة بالجليل المحكوم 9 مؤبدات و30 عامًا صباح 25 من أكتوبر 2022 من رؤية أقاربه من الدرجة الثانية -غير المسموح لهم بزيارته- في قاعة المحكمة بالناصرة بعد 20 عامًا مُنع فيه أبناء أشقائه وغيرهم من رؤيته والتعرّف عليه، وذلك خلال جلسة عُقدت في قاعة المحكمة الإسرائيلية لمحاكمة الأسير بتهم جديدة وجهتها له مصلحة السجون.

وتوجه مصلحة السجون الإسرائيلية للأسير بكري تهم مزعومة حول أنه أسير، "يشكّل خطر على السجن، ومصنّف سجاف أي من المحتمل هروبه في أي لحظة"، حسب محاميته عبير بكر.

والأسير بكري معتقل منذ عام 2002، وذلك بتهمة "تفجير حافلة ركاب في إسرائيل وقتل بعض ركابها"، ويقبع في سجن جلبوع.

"كالمارد الشامخ" 

وتروي والدة الأسير إبراهيم البكري، السيدة ملكة البكري اللحظات الأولى التي رأت فيها نجلها إبراهيم على باب قاعة المحكمة، قائلة، "صورة إبراهيم وهو قادم لقاعة المحكمة لا مثيل لها، لا أستطيع التعبير بالكلمات عن مدى شموخه، كان واقفًا كالمارد، واثقًا من نفسه".

وتتابع في حديث للجرمق، "حضر معي أنا ووالد إبراهيم للمحكمة، جميع أقاربنا، من خالات إبراهيم وأبناء أشقائه وأبناء خالاته، ليروه بعد 20 عامًا من الأسر، فرحتنا برؤيته لا توصف، أبناء أشقائه تعرّفوا عليه، فهم لا يعرفون وجهه..".

وتقول، "عندما دخل إبراهيم إلى قاعة المحكمة، وهو مكبّل القدمين واليدين بسبب تصنيفه بأنه أسير "سجاف" قد يهرب من السجن، كاد أن يقع، تفاجأ من الحضور، صُدم من مظهرنا ونحن ننتظره داخل المحكمة، جميع أقاربه، من يعرفهم ومن لا يعرفهم، ما حصل لا يُصدق".

وتشير ملكة البكري في حديثها للجرمق إلى أنها لم تذق طعمَ النوم منذ يومين، ففي اليوم السابق لجلسة المحكمة كانت تنتظر بزوغ الفجر حتى ترى نجلها، وترى فرحته برؤية أفراد عائلته ممن لا يعرفهم.

وتلفت إلى أنها لم تذق طعم النوم ليلة أمس بعد عودتها من الجلسة، لأن صورة نجلها إبراهيم وهو شامخ لا تزال محفورة في رأسها، قائلة، "حتى أقاربي، شقيقاتي، وأبنائهن، بكوا كثيرًا وعبروا لي عن فرحتهم برؤية إبراهيم، شقيقاتي عادت معي إلى منزلي بعد الجلسة لنتحدث عن إبراهيم، واستيقظنا أيضًا في اليوم التالي لنتحدث عنه وعن الجلسة".

كأنها ليلة عيد

وتقول ملكة البكري للجرمق إن ابتسامة وشموخ نجلها في قاعة المحكمة وفرحته برؤية ابنة شقيقته الصغيرة التي يُحبها كانت كأن ليلتنا ويومنا يوم عيد، مضيفة، "أبناء العائلة، كانوا متوجهين لأعمالهم صباح يوم المحكمة وعندما علموا أن باستطاعتهم حضورها، عادوا من عملهم جميعًا إلى قاعة المحكمة في الناصرة لرؤيته".

وتردف بكري للجرمق، "في المحكمة مُنعنا من الحديث وتبادل الكلام، ولذلك أخذ إبراهيم يتعرّف على أقاربه بالعيون، كنا نتحدث بالعيون فقط، وعندما رأى إبراهيم ابنة شقيقته الصغيرة، كاد أن يبكي، فأشرت له بألا يبكي، نحن لا نريد الدموع، بل نريد الفرح".

ولم يزر والد ووالدة بكري نجلهما منذ 3 أشهر، بسبب عقابه من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.

وتقول بكري، "أنا ووالده وجده البالغ من العمر 93 عامًا وإخوته مسموح لنا بزيارته، أما بقيتنا فممنوعين من الزيارة لأنهم من الدرجة الثانية"، مضيفة، "عندما رأى جد إبراهيم صورته وهو شامخ في المحكمة، بكى كثيرًا، وتمنى الفرج له ولجميع الأسرى".

وختمت والدة الأسير البكري قولها، "نحن نزيد قوة برؤية إبراهيم، وهو يزداد قوة بنا، إبراهيم ضاحك مبتسم مؤمن بكل ما فعله من أجل وطنه".

وعن جلسة محاكمة الأسير بكري واتهامه بأنه "يشكل خطر على مصلحة السجون"،  يقول محمد بكري والد الأسير إبراهيم البكري، "هذه دولة مجرمين، نجلي محكوم مؤبدات ويصفونه بأنه سجاف، نجلي لم يهرب، ولم يخطط للهرب، وهذه التهم توضع على مزاج الشاباك".

ويتابع للجرمق، "إبراهيم دخل لقاعة المحكمة وهو مكبّل القدمين واليدين، ووجود القاضي في المحكمة شكلي، لا يفعل أي شيء، يأخذ أوامره من الشاباك فقط".

تفاصيل المحاكمة

وتتحدث المحامية عبير بكر الموكلة بالدفاع عن الأسير إبراهيم البكري عن أن القاضي في المحكمة رفض طلبها برفع القيود عن الأسير البكري وإلغاء تصنيفه بأنه يخطط للهرب، قائلة، "القاضي رفض طلبنا بإلغاء القيود، إبراهيم يعاني من تقييد كامل ليديه وقدميه، وقاموا قبل نحو عام بتصنيفه بأنه سجاف ويخطط للهروب من السجن تحديدًا بعد عملية نفق جلبوع، وبدأوا بفرض تنقلات إجبارية عليه من السجون بين الفترة والأخرى".

وتتابع للجرمق، "أكثر ما يمسّ إبراهيم من هذه التقييدات هو قرار وزير الأمن الإسرائيلي تقييد حساب "الكنتين" الخاص به، بحجة أن الأموال التي تتلقاها عائلته من السلطة الفلسطينية هي أموال إرهاب على حد قولهم".

وتلفت إلى أن الأسير في هذه الحالة يلجأ لرفاقه الأسرى في السجن ليساعدوه في تلبية احتياجاته الخاصة، مشيرة إلى أن التنقلات التي تفرضها تمنعه من تكوين علاقات داخل السجون تسمح له بالاستعانة بسهولة منهم بمساعدته في شراء حاجياته الشخصية، ليس لأنهم سيئون، ولكن هذه ديناميكية اجتماعية".

وتردف المحامية بكر للجرمق أن الأساس  الذي ترتكز عليه مصلحة السجون الإسرائيلية في تصنيفها لـ إبراهيم وقيودها عليه هي معلومات سرية تدعي مصلحة السجون بأنها متتابعة ولم تتوقف، قائلة، "هذه كلها أكاذيب، لا أتوقع أن هناك معلومات سرية متجددة كما تدعي المصلحة".

وتضيف أن هذه الممارسات التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية هي لكبح جماح قوة أي أسير تشعر المصلحة بأن قوته تزداد، خاصة عندما يبدأ الأسير يأخذ دورًا قياديًا بين الأسرى، وبالتالي مصلحة السجون لا تريد لهذا أن يحصل.

وتتابع للجرمق أن القاضي رفض طلبها بإلغاء القيود ووقف التنقلات خاصة بعدما علم بحكم الأسير إبراهيم، مشيرة إلى أن القاضي تبنّى رأي مصلحة السجون، ولم يعد يسمع أي كلمة من مرافعتها عن الأسير.

إنجاز رغم الإخفاق في المحكمة

وتؤكد المحامية عبير بكر للجرمق على أن الأسير البكري خرج من المحكمة مع عائلته وهو يشعر بأنه قام بإنجاز كبير، قائلة، "رغم إخفاقنا بالمحكمة إلا أن إبراهيم وعائلته خرجوا بابتسامة بعدما استطاعت عائلته الممتدة رؤيته بعد 20 عامًا من الأسر".

وتردف للجرمق أنها استطاعت أن الحصول على قرار بأن تكون جلسة المحكمة مفتوحة وبالتالي تمكّن أقارب الأسير من الدرجة الثانية رؤيته، في الوقت الذي لم يكن فيه إبراهيم يعلم بوجودهم، قائلة، "أخبرته أن شقيقه فقط من سيحضر ولكن لحسن حظنا أن أقاربه استطاعوا الدخول للقاعة".

وتلفت إلى أن إبراهيم وعائلته لم ينتبهوا للقاضي ولا للمحكمة ولا لتفاصيلها، وإنما همهم الأول والأخير هو رؤية بعضهم، مضيفة، "المشهد في المحكمة كان مؤثر جدًا الجميع ينظرون إلى إبراهيم وهو ينظر لهم ويشاور لهم، القاعة كانت مليئة بالدموع والفرح".

وتؤكد المحامية عبير بكر أنها لن تنسى مشهد محاكمة إبراهيم البكري أبدًا، ولن تغيب صورته وصورة عائلته عن نظرها، لافتة إلى أن ما حصل مع إبراهيم وعائلته هو رسالة إلى القاضي وإلى مصلحة السجون بأن الأسرى يستطيعون حتى من بين مؤبداتهم أن يروا عائلاتهم"

وختمت بكر حديثها للجرمق بأنها ستتابع قضية الأسير إبراهيم البكري، ولن تستسلم لرفض القاضي لطلبها.

ومن الجدير بذكره أن الأسير ياسين بكري ابن عم الأسير إبراهيم بكري محكوم لمدة 9 مؤبدات و30 عامًا بذات التهمة، حيث اعتقل أبناء العمومة وحوكما قبل 22 عامًا ولا يزالا يقبعا في السجون الإسرائيلية حتى الآن.

ويذكر أن والد ووالدة الأسير البكري اعتقلا لمدة 5 سنوات في السجون الإسرائيلية، وأكدوا على أنهم طيلة فترة اعتقالهم لم يعلما أسباب الاعتقال.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر