منتدى الجرمق| مستقبل النقب وواقعه الانتخابي في ظل انتخابات الكنيست المرتقبة

 


  • الجمعة 14 أكتوبر ,2022
منتدى الجرمق| مستقبل النقب وواقعه الانتخابي في ظل انتخابات الكنيست المرتقبة
منتدى الجرمق

 

طرح عامر الهزيّل الدكتور في العلوم الاجتماعية والسياسية من مدينة رهط بالنقب عدة أجوبة عن سؤال حول مستقبل النقب وواقعه الانتخابي في ظل انتخابات الكنيست المرتقبة في الأول من نوفمبر المقبل وذلك خلال حلقة جديدة من "منتدى الجرمق".

مرشحو النقب للكنيست

و أكد عامر الهزيّل في حواره مع "منتدى الجرمق" على أن ما يميز الانتخابات الحالية بالنسبة للنقب هو وجود 3 مرشحين من أبناء النقب في قائمتي "الموحدة، والجبهة والتغيير"، وهم وليد الهواشلة مع القائمة الموحدة وسمير بن سعيد ويوسف العطاونة في الجبهة والعربية للتغيير.

ويعود الهزيل في حديثه عن مرشحي النقب إلى الانتخابات الماضية، حيث يقول، "في العام الماضي حصلت الموحدة على 75% من الأصوات في النقب بينما حصلت المشتركة في حينه على 16% فقط".

ويتابع أن الـ75% من أصوات النقب للموحدة، مثلن 25% من أصوات الموحدة في كل المجتمع الفلسطيني في الـ48، ما يعني أن النقب هو سبب دخول الموحدة للكنيست، مضيفًا أن الشيء الأخير المختلف في هذه الانتخابات هو وجود الانقسام في القوائم العربية مجتمعة خاصة في النقب، كما أن الموحدة التي حصلت سابقًا على النسبة الأعلى من الأصوات فيها أيضًا انقسامات داخلية.

ويقول، "هناك انقسامات بين أبناء الموحدة في النقب ونضيف على ذلك الانقسامات في المشتركة، والصراعات الداخلية في القوائم مجتمعة، هناك بلبلة واضحة بكل ما يتعلق بالقيادة السياسية والشعبية في النقب".

غياب سعيد الخرومي

يعزو عامر الهزيّل أسباب حصول الموحدة على النسبة الأعلى من الأصوات في النقب إلى وجود المرحوم سعيد الخرومي في القائمة، قائلًا، "أبناء النقب صوتوا للموحدة ليس لأنها الموحدة وإنما بسبب شخص سعيد الخرومي".

ويتابع في حواره مع الجرمق، "ليس عبًا أن الأبحاث وخاصة آخر بحث لمعهد الديموقراطية الإسرائيلية الذي قال إن 45% ممن صوتوا للموحدة العام الماضي لن يصوتوا لها هذه المرة، وهذا يؤكد على أن غياب سعيد الخرومي سيكون له بصمته في هذه الانتخابات".

ويقول، "حتى لو أراد أبناء النقب الفزعة ودعم مرشيحهم إلا أن نسبة التصويت لن تكون كما كانت في العام الماضي، خاصة أن نسبة التصويت في الوسط العربي ككل كانت منخفضة 45% وفي النقب 42%، و30% فقط في القرى غير المعترف بها وهذا يعني أنه مع كل الفزعة فلن تزداد نسبة التصويت عمّا كانت عليه".

ويتابع، "في المجتمعات المتحضرة يختار الشخص المرشح الذي سيدعمه بقرار فردي ولكن نحن في الوسط العربي وفي النقب تحديدًا 60% ممن يصوتون فإنهم يصوتون تبعًا للبنية الاجتماعية والمحيط".

ويضيف أن هناك 40% ممن ينتخبون، يكون القرار لديهم نابع من قرار شخصي وفردي، مشيرًا إلى أن هذا القرار يحدده الموقف السياسي في اختيار الحزب أو الشخص، ولـ أي مدى يمكن أن يمثل المرشح النقب؟

ويستشهد عامر الهزيل بنسب من معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قائلًا، "إن 61% ممن صوتوا للمشتركة لن يصوتوا لها هذا العام، و45% ممن صوتوا للموحدة لن يصوتوا لها في هذه الانتخابات".

ويقول الهزيل إن أسباب وصول فلسطينيي48 ومنهم أبناء النقب لهذه النتائج هي تصرفات الأحزاب العربية ورفض الوحدة بين القوائم أولًا بالنسبة للمشتركة والموحدة، والسخط أيضًا على الموحدة بسبب تصريحات منصور عباس خلال هذه الفترة.

ويضيف الهزيل أن 25% من فلسطينيي48 مقاطعون للانتخابات من منطلق أيدولوجي، معتقدًا أن نسبة التصويت لن تتعدى 50% هذا العام وإن تجاوزتها فإن ذلك سيكون مفاجأة للجميع".

ويقول الهزيّل، "في الانتخابات السابقة دعمت مجموعة قرية عسلوج المكونة من حسين الرفايعة وسلمان بن حميد وعدد آخر القائمة الموحدة، وطلبت في هذه الانتخابات أن يكون لسلمان بن حميد مكان متقدم داخل الموحدة التي رفضت وبالتالي قررت هذه المجموعة عدم دعم الموحدة، وإنما قرروا دعم الجبهة والتغيير لوجود يوسف العطاونة وسمير بن سعيد"، مشيرًا إلى أن هذا ما يؤكد على كلامه بأن هناك انشقاقات في النقب سيضيف لها مشاكل جديدة.

لماذا لا يوجد تمثيل في النقب داخل التجمع؟

يقول عامر الهزيّل إن التجمع كان على تواصل معه ليكون في المكان الثاني داخل القائمة عندما كانت مشتركة، ولكنه رفض بسبب وجود يوسف العطاونة وحتى لا يشكل ذلك ضغط جديد على القائمة، مؤكدًا على أن رفضه أيضًا كان بسبب تمسكه بتماسك المشتركة.

ويضيف، "أما عندما تعرض التجمع للمؤامرة يوم تقديم القوائم للانتخابات فإنه لم يكن بإمكانه التواصل مع أي شخص في النقب بسبب ضيق الوقت ولم يكن لديه أي فرصة لتقديم مرشح من النقب ولكنه سابقًا حاول أن يكون لديه تمثيل في النقب".

ويتوّقع الهزيّل أن تكون نسبة التصويت للتجمع من النقب منخفضة، مضيفًا، "أتوقع أن تتفوق الموحدة على الرغم من انخفاض نسبة التصويت ككل، ومن ثم الجبهة بسبب وجود مرشحين فيها من النقب".

 مستقبل النقب في ظل الانتخابات المرتقبة

يقول عامر الهزيّل في حواره مع "منتدى الجرمق" إن المطلوب من مرشحي النقب ومن الأحزاب ككل تنظيم الجماهير في الميدان عبر وجودهم في البرلمان، قائلًا، "الفلسطينيين في الـ48 وتحديدًا في النقب سمعوا وعودًا براقة عن أن الموحدة مثلًا ستقلب الوضع في النقب عندما تصل الكنيست وسيكون هناك نتائج مثيرة، ولكن ما حصل عكس ذلك فزاد الهدم وأقرت إسرائيل في عهد حكومة بينت لابيد 15 مستوطنة في النقب، وازداد العنف"، مضيفًا أن الفلسطينيين في الـ48 يعيشون خلال السنوات الأخيرة فشلًا سياسيًا، وليس فقط على مستوى الموحدة وإنما المشتركة كانت أيضًا مختفية عن النقب.

ويضيف، "الجماهير في النقب واعية للأكاذيب التي تكيلها الأحزاب والقيادات السياسية، فكذبة الاعتراف بـ 3 قرى لم تنطلي على أهل النقب، والتي صرحت رسميًا شاكيد حولها بأنها تقليص مساحة القرى من 13 ألف دونم إلى 2500 وتركيز الناس عليها"، مؤكدًا على أن الرد على كل ذلك في الصندوق.

ويقول، "الاعتقالات خلال أحداث سعوة الأطرش أيضًا سبب في تراجع نسبة التصويت في النقب، لأن الجماهير رأت أن من اعتقلوا خلال الأحداث لم يهتم أحد لأمرهم، وهذا كله ينعكس على الجانب المعنوي والجماهيري".

لماذا يذهب الفلسطيني للكنيست؟

ويُشير عامر الهزيّل إلى أن الذهاب للبرلمان الإسرائيلي أولًا وأخيرًا لتنظيم الحركة الجماهيرية الفلسطينية، قائلًا، "أعضاء الكنيست انشغلوا في القبض وتركوا بناء الميدان وتنظيم الحركة الجماهيرية، ولذلك الجماهير لن تتعامل معهم في السنين القادمة وربما تكون هذه الانتخابات هي الأخيرة التي سيصوت الناس فيها".

ويقول، "في السنوات القادمة سيكون هناك خيارات أخرى للجماهير غير الكنيست، وهي تنظيم الميدان وتمكين الحركة الجماهيرية على مستوى الوسط العربي ككل، وكذلك إعادة تشكيل لجنة المتابعة وانتخابها لتكون برلمان ظل لتمثيل الجماهير العربية بدلًا من الكنيست".

ويتابع أنه إن لم يستطع عضو الكنيست منع الهدم والمصادر أو إقرار خطة لهدم البيوت ولم يكن لديه أي خطوات حول تمكين الشعب وتنظيم الجماهير فذهاب للكنيست غير مجدي أبدًا.

رسالة لأعضاء الكنيست

ووجه الدكتور عامر الهزيّل رسالة إلى أعضاء الكنيست عمومًا ولمرشحي النقب خصوصًا، قائلًا، "يجب عليهم الآن في هذه المرة الانتباه أن الذهاب للبرلمان هو من أجل تنظيم الميدان وبنائه، ولبناء خطة استراتيجية لفلسطينيي48 برؤية 2048، فذهابهم للكنيست خسارة".

ويقول، "إسرائيل باعتراف الشاباك هي من تقود العنف والفلتان وفوضى السلاح والقتل، فإذا لم يكن هناك أعضاء كنيست يقومون بوضع خطة سياسية اجتماعية تتعامل مع هذه الظواهر، فالجماهير ستتخطاهم".

ويتابع في حواره مع منتدى الجرمق، "إسرائيل من عام إلى آخر تصبح أكثر فاشية ويمينية وتطرف، وأجندتها هي نكبة العرب من جديد، ولذلك يجب علينا طرح سؤال على الأحزاب ما هي خطتهم للتصدي لهذه النكبة؟". 

ويضيف، "ما هي استراتيجيتنا للتعامل مع العنف والمخططات المبيتة والتهجير ومسألة المصادرة وهدم البيوت وضنك العيش الذي تقوم به إسرائيل، هذه التحديات موجودة أمام الأعضاء العرب، وعليهم تجييش البرلمان لحلها، وهذا يحتاج لخطة بنيوية لـ 2048".

ويشير إلى أن "إسرائيل" وضعت خطة لمدة 100 عام، وتنفذ في خطتها بالحرف، ولذلك يكرر طرح خطة فلسطينية بنيوية لـ2048، قائلًا، "نحن لا يوجد لدينا خطط ورؤى منذ 1948 ولا حتى 1967".

ويضيف، "إسرائيل تخطت مفهوم حل الدولتين وتصنع لنفسها خطط لتكون دولة ما بين النهر والبحر ولذلك علينا كفلسطينيين ما بين النهر والبحر التفكير في إقامة الدولة الديمقراطية الواحدة التي ستضم أبناء الشعب الفلسطيني كاملًا ومنهم فلسطينيي الشتات".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر