لينش دموي في بات يام..لينش قضائي بحق الشبان العرب من حيفا

بات يام


  • الجمعة 7 أكتوبر ,2022
لينش دموي  في بات يام..لينش قضائي بحق الشبان العرب من حيفا
حيفا

الاعتداء الدموي الجماعي في بات يام يوم الغفران العبري (كيبور) (5/10/2022) على مجموعة من العرب من قرية حورة من النقب والذين يعملون بشكل دائم في المدينة، هو عملية لينش بكل ما تعنيه الكلمة، وبالصدفة فقط لم يسقط ضحايا بالارواح بعد ان هاجم جمهور عنصري هائج الشباب العرب لكونهم عربًا فلسطينيين واعتدى عليهم بالضرب بكل ما توفّر من وسائل وقلب سيارتهم والسعي الى قتلهم.

 إنها "بات يام" المقامة على مساحات يافا والتي شهدت في أيار العام الماضي وخلال هبّة الكرامة اعتداءات جماعية دموية على العرب بذات الطريقة وكادت تودي بحياة سائق سيارة أجرة لكونه عربيًا وقلبوا سيارته وغيره بذات الطريقة، كل ذلك أمام أعين رجال شرطة إسرائيل التي كانت حاضرة هناك. وقد يكون المعتدون في الحالتين هم انفسهم.

كما هو متوقّع، لم تفتح الشرطة أي تحقيق بحجّة أنّ المعتدى عليهم "لم يشيروا الى مكان وقوع الاعتداء" ولذلك لم تحضر الشرطة الى هناك!! انها دولة قانون...عنصري.

ينقلنا هذا المشهد الى معتقلي هبّة الكرامة العرب منذ سبعة عشر شهرا والذين لا زالوا موقوفين في مراكز الاعتقالات في السجون الاسرائيلية، انهم الشباب من اللد وحيفا وعكا وزلفة والنقب وغيرها والذين دافعوا عن أحيائهم وعن الوجود العربي في وجه عصابات الارهاب الاسرائيلية التي هاجمت الحضور العربي في المدن الساحلية.

كما ينقلنا المشهد الى الأحكام الصادرة هذه الايام عن المحكمة الاسرائيلية في حيفا إذ فرضت على ثلاثة شبان من المدينة أحكاما بالسجن لثلاثة أعوام لكل منهم، وثلاثة اعوام وشهرين بحق آدم عمر، وسبعة أعوام بحق يزن حرب، وبلغ الحكم الاقصى والأقسى ثمانية أعوام بحق آدم اسكافي. وقد سوّغت المحكمة الاسرائيلية أحكامها باعتبارها لسلوك العرب في هبّة الكرامة عملا ارهابيا ومعاديا للدولة، بينما اعتبرت اقتحامات العصابات اليهودية للأحياء العربية عملًا جنائيًا لا أكثر، وفعليًا تجاهلت المنظومة القضائية هذه الاعتداءت المنظمة التي كانت مترافقة مع حضور الشرطة وبكامل الدعم السياسي والإعلامي الإسرائيلي. إنه مشهد من اللينش القضائي الذي تعامل مع الضحايا كمجرمين وإرهابيين وتعامل مع عصابات الارهاب المنظمة كضحايا، ولا عجب في القضاء الاسرائيلي.

إلا أن الصوت الأهم والذين ينبغي أن يسمعه الجميع هو صوت أمهات واهالي هؤلاء الشبّان، والعديد منهما عائلات أحادية الوالدين، إنهنّ لا يطلبن الكثير، بل فقط أن لا تُترَك هذه الأُسَر وحيدة في دفاعها عن أبنائها، وأن يشعر ابناؤهم من وراء جدران السجن بأنهم ليسوا منسيين إنهم أبناء الشعب وقد دافعوا عن الشعب والبيت والحي والوطن والوجود العربي في المدينة وأن يشعروا بأن جماهير شعبهم لا تنسى معتقليها.

إن فسحة الأمل هي في حضور الحراكات الشبابية والاعلامية الى جانب العائلات لمساندتها، كما لا ننسى تطوع مئات المحاميات والمحامين في المراحل الاولى من الاعتقالات، لكن ينبغي ان نذكر دائما أن هؤلاء المعتقلين هم ابناء مجتمعنا الفلسطيني كله ومسؤوليتنا جميعا في ان نساندهم حتى الفرج.

لن يحمل همومنا إلا نحن

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر