24 عامًا على انتصار الفلسطينيين في "هبة الروحة"
يصادف في هذه الأيام الذكرى الـ 24 لانتصار
يصادف في هذه الأيام الذكرى الـ 24 لانتصار الفلسطينيين في أراضي48 في الهبة الجماهيرية الشهيرة باسم "هبة الروحة"، التي منعوا من خلالها أمرًا عسكريًا إسرائيليًا من مصادر آلاف الدونمات من أراضي الروحة الواقعة قرب منطقة وادي عارة.
وبدأت الحكاية في 19 مايو عام 1998، حين أصدر وزير الجيش الإسرائيلي أمرًا عسكريًا بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي الروحة وهو القرار الذي قوبل برفض فلسطيني تحول لاحقاً لمواجهات دامية مع القوات الإسرائيلية.
وتصاعد الغضب الفلسطيني مع الوقت وتحولت خطواتهم إلى ميدانية، حيث نصبوا خيمة اعتصام في قلب أراضي الروحة بتاريخ 4/9/1998 توافد إليها الفلسطينيون من كل أنحاء فلسطين، كما هب أهالي أم الفحم والقرى المجاورة لمساندة الفلسطينيين المهددة أراضيهم بالمصادرة فاشتبكوا مع القوات الإسرائيلية على مدار 3 أيام متواصلة وسط هتاف "ما بتنحل القضية إلا بأرض وهوية" و"من الروحة للجون شعب واحد ما بهون" وغيرها من الهتافات الوطنية.
وعلى إثر القرار الإسرائيلي بمصادرة أراضي الروحة، مُنع الفلاحون الفلسطينيون من الدخول إلى أراضيهم، الأمر الذي أدى إلى خروج آلاف الفلسطينيين في منطقة وادي عارة والمثلث وعموم أراضي48 احتجاجًا على ما تقوم به السلطات الإسرائيلية بأراضي الفلاحين في الروحة.
وفي يوم 27/9/1998 اقتحمت القوات الإسرائيلية منطقة الاعتصام و اعتدت بعنف على المعتصمين والمتضامنين في مداخل أم الفحم، كما وهاجمت المدرسة الثانوية الشاملة في أم الفحم أثناء الدوام الدراسي واعتدت على الطلاب والهيئة التدريسية وقد جرح في ذلك اليوم المئات من الشبان الفلسطينيين والأهالي، قُدر عددهم بـ 600.
وبلغت الأحداث ذروتها بعد ذلك واشتدت المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية ما أدى لاعتقالها عشرات الفلسطينيين من الذين تظاهروا ضد قرار السلطات الإسرائيلية، بينهم بعض المصابين الذين جرى اعتقالهم من داخل المستشفيات التي تواجدوا فيها لتلقي العلاج نتيجة الإصابة.
ولاحقًا تراجعت "إسرائيل" عن قرار المصادرة بعد الهبة الجماهيرية العارمة، ووقعت اتفاقًا مع اللجنة الشعبية والبلدية في مدينة أم الفحم، تتراجع فيه عن قرار مصادرتها وتضع جدولًا زمنيًا لانتقال نفوذ الأراضي إلى البلدات العربية المجاورة، في سابقة تاريخية حققها الشعب الفلسطيني بنضاله.
ورغم الاتفاق، استمرت المواجهات في منطقة وادي عارة ليوم إضافي، رفض فيه الشباب الفلسطيني في مدينة أم الفحم أي تواجد عسكري إسرائيلي في المدينة، واستمر الإضراب حتى يوم الأربعاء من نفس الأسبوع بتاريخ 30/9/1998.
الروحة تاريخيًا ورغم أهمية أحداث هبة الروحة إلا أنها جزء من تاريخ طويل للمنطقة التي تتكون من هضبة منبسطة تقع بين جبال أم الفحم من الجنوب وجبال الكرمل من الشمال، ويبلغ معدل طولها 17 كم ومعدل عرضها 13كم بمساحة تقترب من 220كم. وتضم الروحة 34 قرية فلسطينية معظمها جرى تدميرها وتهجيرها أهلها خلال عام النكبة مثل قرى: أبو زريق وأبو شوشة وأم الدفوف وأم الشوف وأم العلق والبرج وابريكة والبطيمات والبويشات والجعارة وخبيزة ودالية الروحة والريحانية والشونة وصبارين والصفصافة والغّبية الفوقة والغّبية التحتا والنغنغية وقنير وقيرة وقامون والكفرين واللجون والمنسية والسنديانة. أما القرى المتبقية في أراضي الروحة فهي كفرقرع وعارة ومصمص ومعاوية ومشيرفة والبياضة والبيار. ورغم انتصار الفلسطينيين عام 1998 وتصديها لقرار السلطات الإسرائيلية إلا أن شركة كهرباء إسرائيل وضعت مخططًا لعبور خط كهرباء ضغط عالي، 400 كيلو واط، عبر أراضي الروحة منذ عام 2008، وحين علمت اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة بهذا المخطط سارعت مع الأهالي للتصدي له، ما يعكس يقظة الفلسطينيين للدفاع عن أراضيهم وبالمقابل استمرارية المشاريع الإسرائيلية.