مقالات

“سلاح التخويف” ركيزة أساسية للدعاية الانتخابية.. لكن هذه المرة غير

بات أمرًا واقعًا أن تسعى الأحزاب العربية


  • السبت 24 سبتمبر ,2022
“سلاح التخويف” ركيزة أساسية للدعاية الانتخابية..  لكن هذه المرة غير
الانتخابات الإسرائيلية

بات أمرًا واقعًا أن تسعى الأحزاب العربية السياسية في كل مرحلة من مراحل الدعاية الانتخابية قُبيل انتخابات الكنيست الإسرائيلي، إلى استثمار “سلاح التخويف” والخطاب الديماغوجي لكسب المزيد من أصوات الناخبين العرب الفلسطينيين في الداخل بشتى الطرق والوسائل، لا سيّما وأن هناك تخوفات كبيرة هذه المرة تقلق الأحزاب العربية من المشاركة الضعيفة للعرب وعزوفهم عن التصويت، وربما قد تكون الأدنى في تاريخ انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وهذا غير مستبعد أبدًا ووارد حصوله جدًا، بحسب ما ورد من معطيات، ما لم يحصل أي تلاعب وتزوير في العملية الانتخابية أو التلاعب في الاقتراع أو فرز الأصوات، خاصّة في الساعات الأخيرة من موعد إغلاق الصناديق.

حملات الأحزاب العربية لانتخابات الكنيست المقبلة هذه المرة تدور رحاها حول التنافس على أمور مطلبية خدماتية حتى تبقى هذه الأحزاب على علاقة ذات صلة بسؤال “وهم” الإنجاز والتأثير، لكن ذلك لن يتأتى، بحسبهم، إلا من خلال الانضمام إلى لعبة المعسكرات الصهيونية (أصبح لدينا بيضتان قبّان)، باستثناء حزب التجمع الذي أعلن أنه خارج هذه اللعبة، لكنه داخل لعبة الكنيست الذي هو أحد الأعمدة الرئيسية للمشروع الصهيوني، ذات الوضعية الثابتة الذي أُحبطت منه جهود أي عضو كنيست عربي حاول رفع الظلم عنا ولو القليل على مدار أكثر من سبعين سنة، والذي أيضًا (الكنيست) تتناقض قوانينه الجوهرية مع كل تطلعات شعبنا الوطنية على طول مسيرته.

غير أن حملات الانتخابية هذه لا تخلو من التخويف من ما يسمونه صعود “اليمين المتطرف” وعودة “بعبع نتنياهو”، حتى أن هناك أصواتًا حزبية وإلى جانبها أصوات مؤيدة للمشاركة في الكنيست الإسرائيلي (بوعي وبغير وعي) لا تزال تستعمل “سلاح التخويف” ضد شريحة مقاطعة انتخابات الكنيست، إن كانت مقاطعة مبدئية أو مقاطعة احتجاجية، وتحملها المسؤولية الأولى والأخيرة لصعود “اليمين المتطرف” المتمثل في بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرها من هذه الأسماء “المخيفة” التي لا يختلف جوهرها عن ما يسمى “مركز” و “يسار” إلا على شكل إدارة المُستعمرة ومؤسساتها والحيّز العام فيها. هذه الأسماء بيمينها ويسارها ومركزها كلها جنود مجنّدة لخدمة أجندات ومخططات وروايات وسرديات المشروع الصهيوني، المشروع الاستعماري الإحلالي في المنطقة العربية الإسلامية.

كما وأن حملات الدعاية الانتخابية هذه لا تخلو من استعمال “سلاح التخويف” والخطاب الديماغوجي الموجه ضد شريحة مقاطعة انتخابات الكنيست في التخويف من أن انخفاض نسبة التصويت لدى المجتمع العربي سيساهم في دعم “اليمين المتطرف” وسيعيد نتنياهو إلى الحكم، وهذا في حقيقته أقرب إلى التضليل السياسي، بقصد أو بغير قصد، لأن الأحزاب اليهودية الصغيرة أيضًا التي تسقط ولا تتجاوز نسبة الحسم ستتوزع مقاعدها على الأحزاب الكبيرة. ومن المهم الإشارة إليه هنا أن انخفاض نسبة التصويت يرفع عدد مقاعد الأحزاب المشاركة في الانتخابات ويخفض نسبة الحسم وعدد الأصوات لكل مقعد بعد اجتياز نسبة الحسم، وليس ذلك مقتصرًا على أصوات العرب فقط وليس العرب هم مسؤولون عن من سينجح ومن سيسقط وعن اجتياز نسبة الحسم وارتفاع عدد مقاعد الأحزاب الصهيونية.

على ما يبدو أن الأسلوب المكرر لاستعمال “سلاح التخويف” الموجه ضد شريحة مقاطعة انتخابات الكنيست، غدا ركيزة أساسية للدعاية الانتخابية والخطاب الديماغوجي لاستثارة العواطف الخاصة بجمهور المقاطعين العرب لمحاولة اقناعهم بالتصويت، رغم أن الوقائع والحقائق أثبتت عدم صحتها وواقعيتها وفنّدت ادّعاءاتها وفككت التجارب الطويلة نظريتها. وهذا الأسلوب لا يختلف كليّا، بل هو جزء أساس من الخطاب الديماغوجي في الحملات الانتخابية من أجل جرّ الناس للتصويت للكنيست الذي هو أصل من أصول المشروع الصهيوني المبنية قواعده على أن يبقى في أحسن الأحوال منبرًا احتجاجيًا بالنسبة للمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل إلى جانب سؤال “وهم” الإنجاز والتأثير.

بناء على ما تقدم، فإنه لا يسعنا إلا أن نطالب كل من يستعمل “سلاح التخويف” والخطاب الديماغوجي في الحملات الانتخابية للكنيست الإسرائيلي أن يتوقف فورًا عن استعمال مثل هذه الأساليب الدعائية التي هي بعيدة كل البُعد عن الواقع احترامًا لعقول الناس، خاصّة وأن الأحزاب العربية تتنافس اليوم فيما بينها على الانضمام إلى لعبة المعسكرات الصهيونية وحتى لو كان هذا الانضمام شبيها بمعسكر لبيد- بينيت-غانتس الأكثر يمينية ودموية، وتلك الحكومة التي أوصت على أقطابها القائمة المشتركة وشاركت في ائتلافها القائمة العربية الموحدة!!

وفي الختام أنقل حرفيًا ما نشره الكاتب الصحفي سليمان أبو ارشيد على صفحته في الفيسبوك حول حكومة لبيد- بينيت-غانتس الأكثر يمينية ودموية:

– ضربت رقمًا قياسيًا في القتل بإسقاطها 83 شهيدًا في الضفة الغربية الضفة منذ مطلع العام (وفق المعطيات الإسرائيلية) وهو الرقم الأعلى منذ سبع سنوات.

– ضربت رقمًا قياسيًا في عدد المعتقلين الإداريين الذي بلغ 723 معتقلًا هو الأعلى خلال السبع سنوات الأخيرة.

– ضربت رقمًا قياسيًا في الاعتقالات التي بلغت 2000 معتقل فلسطيني من الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، باعتراف رئيس “الشاباك”.

– أوقعت في حربها الأخيرة على غزة 51 شهيدا، ثلثهم من الأطفال، إلى جانب مئات الجرحى والحاق إلحاق الضرر والدمار بآلاف المباني السكنية وشبكات البنى التحتية.

– ضربت رقمًا قياسيًا في البناء الاستيطاني في القدس والضفة الغربية بإنشائها آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.

– ضربت رقمًا قياسيًا في اقتحامات وانتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر