يافا..محاولات تهويد وتهجير وحرب على منازل ومؤسسات الفلسطينيين التعليمية والدينية


  • الأحد 4 سبتمبر ,2022
يافا..محاولات تهويد وتهجير وحرب على منازل ومؤسسات الفلسطينيين التعليمية والدينية
يافا

تعاني مدينة يافا منذ النكبة من محاولات التهويد والتهجير وذلك عبر تنفيذ المؤسسات الإسرائيلية مخططات مختلفة تستهدف مؤسسات المدينة التعليمية والدينية الفلسطينية، إلى جانب أزمة السكن التي تقف خلفها الشركات الإسرائيلية الحكومية ومن أبرزها شركة "عميدار".

أزمة السكن في يافا

يُهدد شبح التهجير في مدينة يافا 400 عائلة فلسطينية معظمهم في حي العجمي والجبلية والنزهة وسوق الدير، حيث تبتز الشركات الإسرائيلية وأبرزها شركة "عميدار" "المالكة" للمنازل العائلات الفلسطينية، وتحاول إجبارهم على الخروج من المنازل التي سكنوا فيها منذ النكبة حتى اليوم.

وتعود القصة لعام 1948، حيث يقول علي الأزهري أحد أصحاب المنازل المهددة بالتهجير للجرمق، إن الحكومة الإسرائيلية وشركاتها وأهمها شركة عميدار الحكومية تملك 1400 منزل في يافا من أصل 2800 شقة مملوكة لعميدار في جميع أراضي الـ48، متابعًا أن شركة "عميدار" الإسرائيلية استولت على هذه المنازل إبّان النكبة بموجب قانون "أملاك الغائبين" حيث أنه بعد تهجير سكانها الأصليين، قامت بتأجيرها لمن تبقى في يافا من الفلسطينيين بعد النكبة، وأسكنتهم فيها تحت بند "مستأجرين محميين".

ويضيف أن هذه الشركات اتفقت مع سكان المنازل الجدد حينها بأن يسكنوا فيها وهم أحياء، مشيرًا إلى أن بعض المنازل يسكنها الآن الجيل الثالث من اليافيين، بعد أن سكن الجد والأب في المنزل تحت بند "مستأجر محمي".

ويردف أن الشركات الإسرائيلية وأبرزها "عميدار" تريد الآن إخراج الفلسطينيين سكان هذه المنازل منها، لبيعها لمستثمرين إسرائيلين.

ومن جانبها، تقول صاحبة فاطمة بلبيسي إحدى المنازل للجرمق إن شركة "عميدار الإسرائيلية ترفع أسعار المنازل بشكل جنوني كي لا يستطيع الفلسطيني شراء المنزل الذي سكن فيه منذ النكبة، قائلة، "يريدون تهجير الفلسطينيين من منازلهم في يافا، وليس فقط يافا وإنما كل المدن المختلطة، يريدون تهجيرنا مرة أخرى، لبيع المنازل لمستثمرين يهود ليبنوا عمارات لإسكان يهود جاؤوا من فرنسا أو دول أخرى".

وبدوره، يقول أحمد أبو شميس، "يحاولون بيع المنازل لمستمثرين، نحن لن نخرج، صامدون في منازلنا التي سكناها منذ 1948، وندفع إيجارات للشركات الإسرائيلية التي استولت على منازل الفلسطينيين، لنا 70 عامًا مشردين، لن نسمح بنكبة جديدة في يافا، يجب أن يصل هذا الكلام لكل العالم، نحن لن نخرج من منازلنا سوى على المقبرة".

وفي حديث سابق للجرمق، يقول عمر سكسك عضو لجنة الدفاع عن الأرض والمسكن في يافا إن المطلب الأساسي والدائم لأهالي مدينة يافا أن تقوم عميدار ببيع العقارات للفلسطينيين الذين يسكنون في منازلهم منذ 70 عامًا، مضيفًا، "نحن نسكن في المنازل منذ النكبة وندفع إيجارات ونقوم بأعمال الترميم في المنازل..والأحقية لنا بأن نتملّكها بعد كل هذه المدة".

وأكد سكسك للجرمق على أن مطالب أهالي يافا تتمحور حول تخفيض أسعار المنازل وبيعها لهم، لأنهم بحسب الاتفاقات القديمة مع شركة عميدار فهم يملكون 60% من المنازل بينما تملك عميدار 40%، مضيفًا أن المبالغ الطائلة التي تطلبها شركة عميدار لبيع المنازل والعقارات للفلسطينيين فقط لتعجيزهم وسلب منازلهم منهم.

ويتظاهر الفلسطينيون في يافا أسبوعيًا بوقفات احتجاجية ضد سياسة تهجير الفلسطينيين من منازلهم وتشريدهم، ولمطالبة الحكومة الإسرائيلية وشركاتها بتخفيض أسعار المنازل، ليستطيع الفلسطينيون شراءها.

استهداف مساجد يافا

وتعد الأماكن الدينية والأوقاف في يافا من أهم الأماكن الفلسطينية المستهدفة في يافا، حيث شهدت مساجد في يافا اعتداءات مختلفة، ففي عام 2021، تعرض مسجد حسن بك في حي المنشية لـ الاستهداف وإلقاء الحجارة من قبل مجهولين.

ففي تاريخ 8 تموز 2021، ألقى مجهولون الحجارة على الجهة الغربية من المسجد ما أدى لتكسير زجاجها.

وقال الشيخ أحمد أبو عجوة إمام المسجد في حديث سابق للجرمق، إن هذا الاعتداء لم يكن الأول على المسجد، فقد سبقه اعتداءات كثيرة منذ النكبة حتى اليوم من قبل المستوطنين والتي تشمل إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة.

وأكد الشيخ أحمد أبو عجوة على أن أحد الاعتداءات السابقة تمثل بإلقاء رأس خنزير كُتب عليه اسم النبي محمد، إضافة إلى الاعتداء الشهير عام 2000 عندما تجمع آلاف المستوطنين حول المسجد واعتدوا على المصلين آنذاك.

ولفت الشيخ إلى أن محاولات متوالية تجري لتحويل قسم من المسجد إلى حوانيت، وأحد المحاولات كانت عندما تم هدم مئذنة المسجد والادعاء بأنها هُدمت بفعل عوامل الطبيعة لكنّ الخبراء استطاعوا إثبات عكس ذلك.

وأكد أن هذه الاعتداءات وآخرها تكسير زجاج النوافذ ليست عشوائية وإنما من يعتدي يعلم رمزية ومكانة المسجد الفلسطينية والإسلامية بموقعه في حي المنشية وسط الأحياء الإسرائيلية والفنادق.

وأشار إلى أن وجود المسجد في هذا الحي تأكيدٌ على حق العودة وعلى هوية المدينة الفلسطينية وأصحاب الأرض الأصليين.

وفي ذات الوقت، يتعرض مسجد السكسك في يافا إلى حملة تحريض من قبل إسرائيليين يسكنون بجانب المسجد، حيث تصاعدت هذه الحملات التحريضية في الشهر الأخير.

ودعا عمر سكسك أحد أعضاء إدارة مسجد السكسك بمدينة يافا الفلسطينيين لأداء الصلوات في المسجد لا سيما صلاتي المغرب والعشاء والفجر، عقب ظهور حملات تحريضية يتعرض لها المسجد في الفترة الأخيرة.

وأهاب سكسك بأهالي يافا ليكونوا سندًا للمسجد، وتابع، "نهيب بأهالي يافا بأن يكونوا معنا ويقفوا وقفة رجل واحد، فيد الله مع الجماعة، نحن نتوخى من أبناء بلدنا وشبابنا أن يقفوا معنا وقفةً مشرفة، تواجدكم في المسجد هو رباط وإحياء له، فوجودكم فيه هو تثبيت لصمود المسجد في يافا".

وتابع، "مسجد السكسك يتعرض لبعض الهجمات المتنوعة من قبل مجموعات متطرّفة ومن قبل أفراد يسكنون بالقرب من المسجد، لذا نهيب بالأخوة والأخوات رواد المساجد أن يتواجدوا في مسجد السكسك وأداء الصلوات فيه، خاصة صلوات المغرب والعشاء، والفجر، لأن تواجدهم مهم جداً من أجل ردع هؤلاء الناس".

حرب على المؤسسات التعليمية الفلسطينية

وتمارس بلدية "تل أبيب" والمؤسسة الإسرائيلية حربًا على المؤسسات التعليمية اليافية، حيث تستمر في إغلاق المدارس والروضات في يافا بذات الحجة وهي عدم وجود عدد كافٍ في المدارس والروضات، في الوقت الذي تستمر فيه بافتتاح مدارس يهودية بعضها مكان المدارس والروضات الفلسطينية.

وأكد الناشط من مدينة يافا كايد حسنين في حديث سابق للجرمق على أن بلدية "تل أبيب" تشن حربًا على المؤسسات التعليمية الفلسطينية في يافا، حيث أغلقت في السنوات الأخيرة مدرستين، وهما مدرسة الزهراء ومدرسة مرساة يافا، بحجة أن هذه المدارس لا تحتوي على عدد كافي من الطلبة.

وقال حسنين في حديث سابق للجرمق، إن مدرسة الزهراء كانت تحتوي على أكثر من 200 طالب عند إغلاقها، وكانت الحجة أن عددهم قليل، ولكن بلدية "تل أبيب" افتتحت مؤخرًا مدرسة يهودية تحتوي فقط ع 40 طالبًا مستنكرًا، "هذا العدد كافي  بينما 200 طالب فلسطيني في مدرسة فلسطينية غير كافي؟".

كما هدمت "بلدية تل أبيب" مدرسة للبنين تسمى مدرسة العامرية، وأغلقت مدرسة الزهراء، وهي مدارس مقامة قبل النكبة وتعلم فيها أهالي المدينة قبل عام 1948.

كما حوّلت بلدية "تل أبيب" هذا العام المدرسة التكنولوجية في يافا إلى مدرسة يهودية وذلك بعد إغلاقها لمدة عامين بحجة تفشي فايروس كورونا.

ومؤخرًا، أغلقت بلدية "تل أبيب" روضتين للفلسطينيين إضافيتين في يافا في حملة وصفها نشطاء يافيون أنها حرب على المؤسسات التعليمية في يافا.

وأكد حسنين في حديث سابق للجرمق على هذه الإغلاقات بمثابة حرب على المؤسسات التعليمية بيافا والتي تندرج ضمن سياسة التهجير والتهويد التي تتبعها المؤسسة الإسرائيلية ضد أهالي المدينة.

وقال، "لا يخفى على أحد قضية المسكن التي يعاني منها أهالي يافا، والوقفات الأسبوعية التي تُنظم، ولكن الآن لدينا حروب على عدة جبهات، ومنها قضية التعليم التي هي أهم من قضية المسكن، لأن الجيل الذي سينشأ يجب أن يدافع عن مسكنه، وإن لم يتربَ على ثقافتنا الصحيحة، فكيف سيدافع عن مسكنه وأرضه؟".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر