فلسطين جزءًا منه..إضراب نسائي عام يمتد من المحيط للخليج ضد قتل النساء


  • الاثنين 4 يوليو ,2022
فلسطين جزءًا منه..إضراب نسائي عام يمتد من المحيط للخليج ضد قتل النساء
فلسطين

دعا ائتلاف فضا-فلسطينات ضد العنف إلى المشاركة في الإضراب النسوي العام الممتد من المحيط إلى الخليج في يوم الأربعاء 6 من تموز 2022، تحت شعار "أوقفوا جرائم قتل النساء".

وجاء هذا الإضراب النسائي العام بعد تصاعد حالات القتل بحق النساء العربيات، خاصة بعد مقتل طالبتين جامعيات في مصر والأردن، كما جاء انضمام ائتلاف فضا والحراكات النسوية الفلسطينية المختلفة للإضراب على ضوء الاستمرار بجرائم قتل النساء في فلسطين.

وقُتل منذ مطلع عام 2022، 6 سيدات فلسطينيات في أراضي الـ48، كما قُتلت خلال الشهر الأخير فتاتين في نابلس وطوباس.

وعلى ضوء ذلك، قال ائتلاف فضا في بيان له، "الإضراب النسائيّ العام في العالم العربي هو أقل ما يمكننا فعله في وجه الموجة المتصاعدة من القتل والعنجهيّة، التي لا يقابلها ردّ حازم من السلطات أو الشّعب، أضحى قتلنا في البيوت والأماكن العامّة خبرًا عابرًا، يعلّق عليه البعض بالأسف والتعاطف مع الضحيّة، فيما ينشغل البعض الآخر في التبرير للمجرمين وإلقاء اللوم على الضحايا".

وتابع، "الجرائم أكثر عددًا وبشاعة مما يصلنا من أخبار، الكثيرات يختفين ولا يسأل عنهنّ أحد، والكثيرات لا يصلن الإعلام لأسباب مختلفة، في آخر أسبوع فقط وصلتنا أخبار عن طالبتين قتلتا في الجامعات في الأردن ومصر، مصريّ يلقي بجثّة زوجته في الصحراء ويحرق جثّتها بعد أن قتلها لأنها حامل بأنثى! وفلسطينيّ يقتل أخته لأنها ترفض ترك خطيبها".

وأضاف، "الفلسطينيّات يشاركن الفلسطينيّين العنف الذي يمارسه الاحتلال عليهم، وكثيرًا ما يقتلن في الشوارع والبيوت وعلى الحواجز لكونهنّ فلسطينيّات، لكنّ هذا لا يعفيهنّ من عنف الرجال، فهنّ كحال النساء في جميع أنحاء العالم العربيّ معرّضات للعنف والقتل الذي يمارسه أبناء جلدتهنّ عليهنّ لكونهنّ نساء..لهذا العنف جذور راسخة في العقليّة الذكوريّة السائدة، ولا بدّ من استئصالها ومواجهة الثقافة والقوى التي ترويها وتقطف ثمارها، يأتي هذا الإضراب صرخة ليقول بصوت ملايين العربيّات إنّنا نأبى أن نبقى صامتات في انتظار دورنا، نحن أكثر وأقوى من أن نصفّى الواحدة تلو الأخرى".

وبدورها، قالت حركة إضراب نسائي عام في بيان لها، "ها نحن، النساء في المنطقة من المحيط إلى الخليج، نواجه معاً إلى جانب المجموعات المضطهدة الأخرى عنفاً ذكورياً متواصلاً ضدنا، يريد بوحشية ترسيخ سيطرته علينا وعلى حيواتنا وخياراتنا، عنفاً يضطر كل منا أن تسأل نفسها كل يوم: هل سأكون الضحية القادمة..حان الوقت لنغضب بصوت مرتفع من كوننا ذوات أهمية ثانوية لدولنا ومجتمعاتنا وقوانيننا ومؤسساتنا، حان الوقت لنقول علناً  أننا لن نقبل بعد الآن بحلول فردية عشوائية غير كافية  لمواجهة عنف وظلم ممنهجين، حان الوقت لنعلن تضامناً وتنظيماً وغضباً عابراً للحدود، تضامناً يؤمن بقوة الأفراد، تضامناً يدق نواقيس الخطر بشأن الإباحة المباشرة وغير المباشرة لكافة أشكال العنف والتمييز ضد النساء في المنطقة".

وعلى ضوء ذلك، دعت ليان دريني مركز ائتلاف فضا-فلسطينيات ضد العنف إلى المشاركة في الإضراب، قائلة، "رأينا الدعوات انطلقت من مختلف دول الوطن العربي والأردن وسوريا، ولبنان، وقررنا أننا يجب أن نكون جزءًا من الإضراب وليس متضامنات فقط".

وتابعت للجرمق أن شكل الإضراب سيكون عبر امتناع السيدات عن الذهاب لعملهن أو الاحتجاج بالطرق التي تراها كل سيدة مناسبة لها، كما أن التفاعل الأكبر مع الإضراب النسائي العام سيكون عبر المساحة الرقمية.

وحول أسباب الإضراب العابر للحدود، تقول دريني للجرمق إن هذا الشهر كان أسودًا بشكل كبير على الوطن العربي عمومًا وفلسطين خصوصًا، حيث فقدت فلسطين نساء في أراضي الـ48 والضفة وغزة قتلًا، كما قتلت فتيات في مصر والأردن بشكل عنيف ومخيف.

ولفتت أن الوطن العربي أمام مشهد مظلم ويضع النساء أمام مسؤولية كبيرة وهي مواجهة هذا المشهد القاسي، مؤكدة على أن المشهد ليس بالجديد ولكن حدته ازدادت خلال الشهر الأخير الأمر الذي جعل الإضراب والاحتجاج يرتفع وتزداد حدته.

وقالت للجرمق، "في الشهر الأخير شاهدنا تفنن في حالات القتل، بوحشية وعنجهية، عندما يدخل شاب لجامعة ويقوم بقتل فتاة في وضح النهار، هو يعلم جيدًا أنها لن تحظى بأي دعم أو التفات ولذلك يقوم بقتلها بقدر كبير من اللامبالاة".

وتابعت أن ظلامية هذه القضية وكثافة الحالات في وقت قصير نسبيًا خلقت زخمًا كبيرًا من التفاعل مع الإضراب الذي جاء للاحتجاج على كل أشكال القتل.

توقعات وآمال

وحول نجاح الإضراب من عدمه، تقول دريني، "نحن نرى تجاوبًا كبيرًا منذ أيام على الإضراب، وهناك تفاعل كبير على المساحة الرقمية غير مفهوم ضمنًا، وكذلك رأينا جدلًا حول الإضراب وحول الأشكال المختلفة له، ويمكن أن نتفاجأ بيوم الإضراب من كمية التفاعل".

وأشارت إلى أن الإضراب لن ينهي مشاكل المرأة وحالات القتل والاضطهاد ولكنه يمكن أن يشكل علامة فارقة في تاريخ النضال النسوي ضد الذكورية القمعية، مشيرة إلى أن هذا الإضراب مختلف ومهم لأنه وحّد الدول العربية التي عايشت خلال الشهر الأخير ألمًا واحدًا.

وعلى صعيد فلسطيني، تقول دريني للجرمق إن النضال النسوي في السياق الفلسطيني لا ينفصل عن النضال الوطني لأن المرأة هي مناضلة وشركة في النضال، وأيضًا خاضت معارك للحصول على استحقاقها كشريكة في النضال، قائلة، "نحن نتطلع لمجتمع حر من الاحتلال وفيه منظومة قضائية عادلة وفيه عدالة اجتماعية وكل ذلك لا ينفصل عن الخطاب الوطني".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر