كيف تُحارب "إسرائيل" المحتوى الثقافي الوطني الفلسطيني..مسرح الميدان-حيفا نموذجًا


  • الاثنين 13 يونيو ,2022
كيف تُحارب "إسرائيل" المحتوى الثقافي الوطني الفلسطيني..مسرح الميدان-حيفا نموذجًا
حيفا

أُغلق مسرح الميدان في حيفا عام 2019 بعد شن وزارة الثقافة الإسرائيلية وبلدية حيفا هجومًا على المحتوى الوطني الذي يقدمه فنانو المسرح، وتحديدًا بعد عرض المسرح مسرحية "الزمن الموازي" المستوحاة من تجربة الأسير الفلسطيني وليد دقة.

وفي ذلك الوقت، هاجمت جماعات استيطانية مسرح الميدان وأقاموا تظاهرات ضد عرض المسرحية بادعاء أنها تحرّض على "الدولة".

وبحسب نشطاء، فإنه على إثر وقف التمويل أُغلق مسرح الميزان، على الرغم من أن تمويل المسرح هو حق لأهالي مدينة حيفا كونهم يدفعون الضرائب التي تعود عليهم على شكل خدمات.

أبارتهايد مسرحي

يقول أمير مخول الكاتب والمحلل إن "إسرائيل" تاريخيًا كان لديها نوع من الرقابة على الفلسطينيين في حيفا خصوصًا وبأراضي الـ48 عمومًا وتحديدًا في مجال الثقافة، من أعلى مستويات السلطة إلى أدناها حتى تصل إلى البلدي، حيث تتعامل "إسرائيل" مع المسارح ومن بينها مسرح الميدان لأدوات لترويض الفلسطيني.

وبالحديث عن مسرح الميدان، يقول مخول إن المسرح افتتُح من قبل كادر من الفنانين والفنانات الأقوياء وكان الهدف منه السعي لخلق مسرح فلسطيني خالص باللغة العربية يعرض قضايا الشعب، مشيرًا إلى أنه مع الوقت مورس عليه رقابة سياسية من قبل وزارات الثقافة الإسرائيلية المتعاقبة وآخرها ميري ريغيف وزيرة الثقافة الإسرائيلية في حكومة نتنياهو حيث أغلق المسرح في عهدها.

ويتابع أن ريغيف حاولت فرض رقابة مباشرة وحادة على المضامين والمسرحيات التي كان المسرح يقدمها وآخرها مسرحية الزمن الموازي والتي استخدمتها الوزارة كأداة للضغط على المسرح وسحب ميزانيته.

ويؤكد مخول للجرمق على أن "إسرائيل" كان لديها مساعي للسيطرة على ذهنية الفنانين والفنانات القائمين على المسرح ولكنهم رفضوا فدخل المسرح بأزمة كبيرة وحوصر من كل الجهات، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" سعت وما زالت تسعى بهذه الخطوات خلق ما تسميه "العربي الجيد" ولكن الفنانين في مسرح الميدان رفضوا هذه المخططات لأنهم أرادوا متابعة عملهم بتقديم عروض ومضامين وطنية حرة دون أي رقابة كما هو بالمسارح الإسرائيلية.

ويتابع أن "إسرائيل" تتعامل مع الميزانيات المخصصة للفلسطينيين على أنها منة ولكنها ليست كذلك فالمسرح الإسرائيلي أيضًا يأخذ المخصصات التي له ولكن هناك سياسات مختلفة تتعامل بها "إسرائيل" مع الفلسطينيين وعملهم الثقافي وهي سياسات تُدرّس على مستوى مكتب رئيس الحكومة وليس فقط في الوزارات.

ويلفت إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تُحارب المحتوى الفلسطيني ومنها المسرحيات والتمثيليات دائمًا بحجة "التحريض" في الوقت الذي قد يقوم فيه مخرج إسرائيلي بتقديم عرض يحمل أفكارًا قد لا توافق عليها المؤسسة الإسرائيلية ولكن ذلك يُحسب كـ "حرية رأي وتعبير" والفلسطيني يُعتبر محرّض على الرغم من تطابق الفكرة.

ويقول، "المسعى الإسرائيلي من هذه المحاربة هو صهينة الذهنية الفلسطينية كي تكون موالية للذهنية الإسرائيلية..هذا هو جوهر الصراع".

ويؤكد مخول للجرمق على أن محاربة استغلال الميزانيات للضغط على المحتوى الفلسطيني يجب أن يُحارب بنضال شعبي وجماهيري، وليس فقط نضال من أصحاب الشأن فقط أي الفنانين والمخرجين، مشيرًا إلى أن النضال على الساحة الدولية يفضح "إسرائيل" التي تعتبر نفسها واحة الديموقراطية في مجال الفنون ولكنها صحراء جافة بالتعامل مع الفلسطيني.

التمويل حق للفلسطيني

ويؤكد مخول للجرمق على أن تمويل المسرح هو حق للفلسطينيين الذين يدفعون الضرائب وبالتالي من حقهم أن تُقدم لهم الخدمات، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول المطالبة بوقف التمويل وإنما يجب المطالبة بنضال شعبي وجماهيري ونضال  على مستوى دولي لكشف حقيقة نظام الأبارتهايد المسرحي الذي تمارسه "إسرائيل"حتى على المسارح، حيث تُميز بين المسارح الإسرائيلية والفلسطينية بالتمويل…

وفي السياق، يقول الصحفي رشاد عمري من حيفا إن مسرح الميدان مغلق حاليًا بعد فشل محاولات تمويله شعبيًا، على الرغم من أن التمويل الشعبي تمويل حر بالتالي يستطيع الفنان الفلسطيني والمخرج انتقاء المسرحيات التي يريدها والنصوص التي تناسبه وتناسب فكره وفلسطينيته.

ويتابع للجرمق أن هناك حديث يدور في حيفا عن تأسيس مسرح جديد بإدارة جديدة وقد يختلف مكانه عن مكان مسرح الميدان، مشيرًا إلى عدم وضوح أي تفاصيل جديدة عن المسرح.

ويضيف، "هناك 12 مليون شيكل مرصودة لتشكيل مسرح عربي كبديل عن مسرح الميدان في حيفا ولكن لن يكون في ذات المكان ولن يعرض ما كان يعرضه مسرح الميدان حسب توقعي".

ومن جانبها، قالت الناشطة سهير بدارنة للجرمق إنه في حال تم إعادة افتتاح مسرح "الميدان" أو افتتح مسرحًا آخر من الممكن أن  تتغير الأفكار والمضامين.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر