"قرانا الباقية فينا" و"هويتنا كيانا"..مشاريع قصصية لتعريف الأطفال بالقرى المهجرة وربطهم عاطفيًا بها

"قرانا الباقية فينا" و"هويتنا كيانا"..مشاريع قصصية لتعريف الأطفال بالقرى المهجرة وربطهم عاطفيًا بها
قرانا الباقية فينا

"كان يا مكان في قديم الزمان مش من زمان كثير قبل الـ48"..بهذه الكلمات تبدأ الحكواتية سمر أبو الهيجا رواية قصص سلسلة "قرانا الباقية فينا" عن القرى التي هُجرّت في الـ48 للأطفال خلال الفعاليات الوطنية والاجتماعية وذلك لتعريف الأطفال عن القرى الفلسطينية المهجّرة وربطهم عاطفيًا فيها.

ويُعد مشروع "قرانا الباقية فينا" نقطة الانطلاق لمشروع آخر في مركز الطفولة بالناصرة وهو "هويتنا وكيانا" الذي تُركزّه الحكواتية سمر أبو الهيجا وتقوم من خلاله بقَصّ القصص القصيرة من السلسلة القصصية "قرانا الباقية فينا" للكاتبة ومديرة مركز الطفولة نبيلة اسبنيولي.

مشروع "قرانا الباقية فينا"

يهدف مشروع "قرانا الباقية فينا" لربط الأطفال الفلسطينيين بالقضية الفلسطينية عمومًا والقرى المهجرة خصوصًا، حيث تقول كاتبة السلسلة القصصية "قرانا الباقية فينا" نبيلة اسبنيولي إنها دائمًا حملت هم تعريف الأطفال عن القضية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني والهوية، مشيرة إلى أن فكرة المشروع بدأت في عام 2017 واستمرت.

وتتابع اسبنيولي في حديث للجرمق أن الفكرة بدأت عندما خرجت اسبنيولي مع أطفال عائلتها في نزهة حيث مرّت مركبتهم من جانب شاطئ البصة، مضيفة، أنها قالت لهم حينها، "شو رأيكم نحكي قصة عن البصة؟".

وتردف أن أطفال العائلة تفاعلوا معها، حيث بدأت بسرد قصة عن قرية البصة، وقام أحد الأطفال من العائلة بإعاد سردها لعائلته وجده الذي تعود جذوره للبصة، قائلة، "شجعني أطفال العائلة على كتابة القصة ومن هنا بدأ المشروع".

وتلفت إلى أنها تتعمد دائمًا عن الخروج بنزهات ورحلات عائلة الحديث عن تاريخ الأماكن والشوارع التي تمر بها لخلق ترابط بين أطفال العائلة مع الأماكن.

وتُشير إلى أنها بذلك كتبت أول قصة من سلسلة "قرانا الباقية فينا" وهي صياد البصة، حيث كانت هذه القصة هي نواة الحلم الذي بدأت يتحقق، مؤكدة على أنها لم تكن يومًا كاتبة بل باحثة ومهتمة بأدب الأطفال فقط.

وتضيف، "انطلقنا من قصة صياد البصة ثم شاعر البروة ورسام السجرة وفراشة الناصرة وأخيرًا قصة سر صفورية التي لم تخرج للنور بعد"، متابعة أن الهدف من كتابة القصص هو ربط الأطفال عاطفيًا مع الأماكن والقرى الفلسطينية.

"الهدف ليس سرد معلومات وتاريخ عن القرية أو المكان وإنما الهدف الأساسي خلق ترابط وتواصل عاطفي وروحي بين القرية والطفل ما يدفعه للحوار والسؤال ومشاركة ما سمعه مع عائلته"، اسبنيولي تقول للجرمق.

وتردف أنه بهذه الطريقة تظل الأماكن عالقة في ذهن الطفل وينطلق بها عبر مسار معرفي عن القرية ثم القضية والهوية الفلسطينية وتاريخ الشعب الفلسطيني قبل وبعد النكبة، مشيرة أنها تُشجع دائمًا العائلات وأهالي الأطفال لزيارة القرى المهجرة والإطلاع على ما تبقى منها.

وتتابع في حديث للجرمق أنها وفريقها يبدأون دائمًا سرد القصص بـ "كان يا مكان في قديم الزمان مش من زمان كثير قبل الـ48" حيث أن هذا الأسلوب يفتح مجال الحوار والنقاش بين الراوي والأطفال، قائلة، "دائمًا التربية في أي مجال تقوم على إعطاء جزء من المعلومة للطفل وليست المعلومة كاملة".

وتضيف، "نريد من خلال هذه السلسلة ربط الطفل بالمكان وتعزيز انتماءه له وتسمية الأماكن باسمها العربي الحقيقي لإعادة تملكها في ذاكرتنا وتحديد موقعها الصحيح في الجغرافية الفلسطينية".

وتلفت إلى أن الطفل لا يمكنه استيعاب سرد تاريخي ومعلوماتي للأحداث كـ الذي حدث بالنكبة وما بعدها، ولكن المهم أن تصله فكرة أن هناك فلسطين التي كانت ما قبل النكبة، فلسطين ما بعد النكبة.

مشروع "هويتنا كيانا"

وتقول الحكواتية سمر أبو الهيجا أن مشروع "هويتنا كيانا" هو الجزء الثاني من مشروع السلسلة القصصية قرانا الباقية فينا، مشيرة إلى أن المشروع بدأ عامين، وهو عبارة عن سرد قصص "قرانا الباقية فينا" للأطفال، مؤكدة على أن الهدف هو ربط الطفل مع القرية الفلسطينية المهجرة وتعريفه بها.

وتتابع في حديث للجرمق أن القصص تتحدث عن القرى المهجرة، وتحديدًا قرى البروة والبصة والشجرة، وعن مدينة الناصرة، قائلة، "لدينا قصة شاعر البروة عن الشاعر محمود درويش لكن القصة لا تتحدث عنه بشكل خاص وإنما نوازن بين الحديث عن القرية وعن الشاعر".

وتضيف أن هناك قصة صياد البصة عن قرية البصة المهجرة وقصة رسام السجرة التي تحكي عن الفنان التشكيلي الفلسطيني ناجي العلي، وقصد فراشة الناصرة وتحكي عن الشاعرة مي زيادة وعن مدينة الناصرة، مشيرة إلى أن القصص تُعرف الأطفال عن الشخصيات الوطنية التي عاشت في القرى وعن القرى نفسها بتوازن.

وتتابع أن مشروع "هويتنا وكيانا" امتداد لمشروع قرانا الباقية فينا ويشارك فيه فنان وحكواتية أيضًا، مؤكدة على أنهم حضروا وسردوا القصص في فعاليات وطنية كثيرة، منها مسيرة العودة والعودة إلى الدامون،، كما أنهم شاركوا بأسبوع التسوق الفلسطيني العام الماضي.

وتقول، "عملنا لا يقتصر فقط على أراضي الـ48 بل نتواجد في الفعاليات في الضفة وفي كل مكان يتم التواصل معنا منه، نتواجد ونقوم بسرد قصصنا".

وتتابع أن جزء من المشروع هو الذهاب للمدارس والروضات وسرد القصص، مضيفة أن هناك تحديات وصعوبات تواجههم في ظل وجود تقييدات على المحتوى المقدم للأطفال ولكن دائمًا هناك طرق لعرض الفكرة خاصة في المدارس.

وبالحديث عن المشاريع القادمة، تؤكد مديرة المركز وكاتبة القصص نبيلة اسبنيولي للجرمق على أن هناك مجال لمتابعة المشروع وكتابة قصص أخرى ولكن الأمر مرتبط بتمويل الأفكار خاصة أن المركز يعتمد على التمويل الذاتي.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر