من انتصر في مسيرة الأعلام؟


  • الاثنين 30 مايو ,2022
من انتصر في مسيرة الأعلام؟
مسيرة اللأعلام

أفرز مشهد مرور مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس بالأمس أراءً متباينة حول مدى نجاح المستوطنين ومن ورائهم الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ مخططها بتمرير مسيرة الأعلام والتي سبقها اقتحامات متواصلة لباحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

ويُشير محللون فلسطينيون إلى أنه على الرغم من مرور المسيرة في مسارها المعلن عنه سابقًا، إلا أن هذا لا يُثبت أبدًا وجود سيادة إسرائيلية على القدس، حيث أفشل الفلسطينيون بالأمس في القدس المخطط الذي أرادت "إسرائيل" تحقيقه وهو ترسيخ "سيادتها" على المدينة وذلك لأنها احتاجت إلى الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود.

المسيرة لم تمرّ بسلام

المحلل السياسي والكاتب الصحفي عوض عبد الفتاح يقول في حديث للجرمق حول مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس بالأمس إن "إسرائيل" حشدت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود وارتبكت أمام جيل جديد بزغ في القدس وفلسطين، لأنها تدرك أكثر من أي وقت مضى أنها لا تستطيع فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس التي لها شعبًا يفرض سيادته على الأرض في كل مرة.

ويتابع، "هناك جدل حول ما جرى بالقدس أمس..حول نجاح المسيرة من عدمه..ولكن على الرغم من المشاهد المؤلمة التي رأيناها في شوارع القدس من وجود مستوطنين وقيامهم بممارسات استفزازية إلا أن الشعب الفلسطيني أعاد الوعي بالأمس بفلسطين الواحدة برفضه تمرير المسيرة بسلام".

ويضيف للجرمق أن المستعمر راهن مرارًا على دفن واستسلام الشعب الفلسطيني دائمًا، ولكن ما حصل بالأمس أثبت عكس ذلك، حيث أن الشعب الذي تُرك وحيدًا في ميادين المواجهة عبر عن نفسه برفعه العلم الفلسطيني في الميدان.

ومن جانبه، يقول المحامي والمختص في شؤون القدس خالد زبارقة إن هناك مشهدان ظهرا في القدس بالأمس يجب النظر لهما بشكل متوازن، الأول هو المسيرة التي مرت وكانت كبيرة جدًا وعدوانية برز فيها عنف المحتل وهمجية المستوطن وارهابه واستعداده للاعتداء على أقدس المقدسات وهو المسجد الأقصى المبارك.

ويتابع للجرمق أن هذا هو المشهد الذي أراد الاحتلال تصديره وهو مشهد انتصاره عبر المسيرة والاقتحام وأداء الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك والرقصات الاستفزازية، ولكن في المقابل هناك مشهد آخر وهو أن الاحتلال جنّد من أجل تمرير المسيرة كل الأذرع الأمنية المخابراتية والشرطية الإسرائيلية من حرس حدود وجيش لتأمينها، وكان في حالة استنفاردائمًا.

ويردف، "بحسب بيانات شرطة الاحتلال فقد شارك آلاف العناصر من الشرطة وحرس الحدود في تأمين المسيرة وهذا إن دل فهو يدل المرة تلو الأخرى على أن القدس ليست تحت السيادة الإسرائيلية والوجود الإسرائيلي فيها غير شرعي وهي عربية فلسطينية تقع تحت الاحتلال".

ويوضح للجرمق أن مشهد القدس عربية هو هذا المشهد الذي أراد الاحتلال أن يمحوه من الذاكرة الفلسطينية ولكن ما حصل بالأمس هو تأكيد على عروبة القدس، حيث كان هناك آلاف الشرطيين والمستوطنين وبالمقابل هناك آلاف الفلسطينيين الذي تحدوا بصدورهم العارية لكل هذه المنظومة.

العلم الفلسطيني..قلب المعادلة

وبالأمس، رفرف العلم الفلسطيني فوق مسيرة الأعلام الإسرائيلية عبر طائرة مسيّرة في مدينة القدس، حيث جذب العلم الفلسطيني الوحيد في السماء الأنظار نحوه على الرغم من وجود آلاف الأعلام الإسرائيلية بأيدي المستوطنين المحتفلين باحتلال القدس.

وحول رمزية العلم الفلسطيني، يقول المحامي خالد زبارقة إن هذا المشهد وغيره من مشاهد صد مسيرة الأعلام واقتحامات المستوطنين، استطاع الفلسطينيون من خلاله تسجيل أهداف في المرمى الإسرائيلي.

ويضيف للجرمق أن "إسرائيل" أرادت أن تُصدّر للعالم مشهد العلم الإسرائيلي، ولكن ما تصدر هو رفع العلم الفلسطيني بطائرة مسيرة، والذي بدوره هزم العلم الإسرائيلي الذي أرادت "إسرائيل" من خلال رفعه استنهاض الشارع الإسرائيلي.

"وطغى مشهد العلم الفلسطيني المرفوع في سماء القدس بالأمس على المشهد الإسرائيلي كاملًا، حيث رأى العالم تحدي الفلسطينيين وإصرارهم على مواجهة كل مظاهر السيادة الإسرائيلية التي تحاول خلقها في القدس"، يقول خالد زبارقة.

ويتابع للجرمق أن "إسرائيل" فشلت رغم تجنيدها العناصر الأمنية المختلفة ورغم الحشد الإعلامي والبشري إلا أن علمًا مرفوع بطائرة مسيرة قلب المعادلة.

وبدوره، يقول الكاتب الصحفي عوض عبد الفتاح إن المنظومة الاستعمارية الإسرائيلية أرادت مسخ القضية الفلسطينية وهويتها ورموزها ورفع العلم الإسرائيلية لإثبات أن فلسطين هودت إلا أن القدس أطلت بالأمس براية واحدة فلسطينية مرفوعه دحضت كل ما قال رئيس الوزارء الإسرائيلي نفتالي بينت عن ما يُسمى يوم "توحيد القدس".

تحليلات إسرائيلية

وفي ذات السياق، أشار محللون إسرائيليون إلى أن مرور مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالأمس لا يثبت وجود سيادة إسرائيلية في القدس، لافتين إلى أن ما حصل هو استعراض قوة الاحتلال الأمنية.

وشدد المراسل البرلماني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عاميحاي أتالي، إن "القدس ليست موحدة في الحقيقة، والوحيدون الذين يحتفلون بتوحيدها الجزئي هم الذين يعتمرون القلنسوات المنسوجة"، أي أتباع الصهيونية الدينية والحريدية القومية.

وأضاف، "دعونا نراهم يسيرون لوحدهم، في يوم عادي، في مسار المظليين الذين حرروا القدس ، من (مستشفى) أوغوستا فيكتوريا، مرورًا بباب الأسباط وصولًا إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، فلا أحد منهم كان سيجرؤ على القيام بذلك، ويكاد لا يوجد يهودي في العالم يجرؤ على ذلك، فالسير في هذا المسار مع علم إسرائيل هو انتحار مؤكد".

ومن جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه "رغم الجهود الكثيرة التي بذلها ناشطو اليمين المتطرف، أمس، لم يؤدِ مسيرة الأعلام في القدس القديمة حتى الآن إلى اشتعال كبير بين إسرائيل والفلسطينيين، وبدلًا من ذلك، شاهدنا المجموعة الاعتيادية لمظاهر العنصرية، شجارات عنيفة بين يهود وعرب وشعور عام بالاشمئزاز، والإنجاز المشكوك فيه للمسيرة من السنة الماضية – عندما ردت حماس على المسيرة بإطلاق قذائف صاروخية على القدس، أدى إلى عملية ’حارس الأسوار’ العسكرية في قطاع غزة – لم يتكرر حتى الآن".

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر