بعد عام على استشهاده..ماذا قال أصدقاء الشهيد الطالب محمد كيوان ووالدته عنه؟

 


  • الخميس 19 مايو ,2022
بعد عام على استشهاده..ماذا قال أصدقاء الشهيد الطالب محمد كيوان ووالدته عنه؟

 

"في ليلة إصابته أراد اللقاء بي والحديث معي حول أمر يخصه..قال لي دعنا نلتقي الليلة أريد إخبارك بشيء هام"..بهذه الكلمات استهل الشاب أحمد ساهر حديثه عن صديقه الشهيد محمد كيوان الذي استشهد خلال هبة الكرامة بعد إصابته برصاص في رأسه أودت بحياته.

ويتابع ساهر في حديث للجرمق أن صديقه الشهيد محمد كان يريد إخباره بشيء ما عن مخططاتهم الشبابية لليلة العيد ولكن رصاصة من شرطي إسرائيلي منعت محمد عن متابعة مخططه مع صديقه أحمد.

ويلفت للجرمق أنه تعرّف على صديقه محمد في صفوف المدرسة الإعدادية، قائلًا، "نحن أصدقاء منذ الصغر..لا يمكن أن أجد شخصًا طيبًا كمحمد في هذه الأيام..كانت لدينا مخططات بالدراسة والتعليم سويًا ولكنها انتهت باستشهاده".

ويضيف للجرمق محمد كان بمثابة صمام الأمان لأصدقائه فهو من كان يجمعهم للقاء ببعضهم البعض أو الخروج والترفيه عن أنفسهم، وهو الشخص الذي كان على تواصل دائم مع جميع رفاقه، متابعًا، "بعد استشهاد محمد لم نعد نلتقي كالسابق..كان يجمعنا".

مخططات عالقة

ويقول أحمد ساهر للجرمق إنه كان يخطط مع صديقه محمد كيوان متابعة تعليمهم الجامعي مع بعضهما البعض، مضيفًا، "كنا ننوي تقديم امتحان البسوخومتري هذا العام وهو يحدد لنا الفرع الذي سندخله..ولكني أكملت المخطط وحدي دونه".

وقبيل استشهاد محمد بعدة أسابيع، قام أصدقاؤه بتصويره فيديو أثناء الاحتفال به داخل أحد الصفوف المدرسية، حيث يقول ساهر، "هذا الفيديو كان قبل شهر رمضان 2021 بقليل أي قبل أسابيع من استشهاد محمد وكان الحدث حينها هو تمثيلية أراد الطلبة القيام بها بأن محمد عريس ويريدون تجهيزه لحفل الزفاف".

ويضيف للجرمق، "عند إصابة محمد لم يخبرونا فورًا بأنه أصيب برصاص حي..قالوا لنا أنه مطاطي، ولعبوا بأعصابنا لمدة أسبوع رغم أنه استشهد منذ اللحظات الأولى لإصابته".
 

شهادة حيّة عن الحادثة

عند إصابة الشاب محمد كيوان على مفرق "ميمعامي" بالقرب من مدخل مدينة أم الفحم، رافقه في المركبة صديقين، اعتقلتهما القوات الإسرائيلية بعد استشهاد محمد لحوالي أسبوعين.

ويروي محمد لبيب كيوان أحد أصدقاء محمد كيوان القصة كيفما شاهدنا من داخل المركبة التي اخترقتها الرصاص القاتلة، قائلًا، "كنا نريد الذهاب لتناول طعام السحور في السوق..ولاختصار الطريق وعدم الدخول في أزمة السير داخل المدينة، قررنا النزول للشارع الرئيسي والدخول للمدينة من جهة أخرى".

ويتابع، "ما أن وصلنا للمفرق رأينا مظاهرة فنزلنا من المركبة لمشاهدة ماذا يحدث كبقية المارة، وإذا بسيارات مستعربين وعناصر من الشرطة الإسرائيلية تلحق بنا"، مضيفًا أنهم حاولوا الهروب من الشرطة والمستعربين ولكن العناصر بدأوا بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاههم، وما إن ركبوا بالسيارة حتى أطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص الحي تجاه السيارة، وأصابت بذلك الشاب محمد كيوان.

ويتفق محمد لبيب مع صديقه أحمد ساهر حول خصال الشهيد محمد كيوان المحبوبة لدى الجميع، فيقول للجرمق إن محمد كان الشخص المحبوب للجميع، لم يكرهه أحدًا من أصدقائه، مضيفًا، "نحن أبناء عم وأبناء صف واحد وأصدقاء".

وعن محمد وخصاله، تقول والدته ليلى كيوان للجرمق، "كان طيب القلب..يطلب السماح من الجميع ويكون المبادر دائمًا للسماح وإنهاء أي خلاف"، مضيفة أن محمد أصغر أبنائها وعندما قررت إنجابه، شعرت أنه طفلها الأول واالأخير.

وتتابع للجرمق، "لما كان يزعل من حدا..يجي يبادر للمسامحة، إحدى زعل مني لما طبخت طبخة ما بحبها، زعل مني 10 دقائق ورجع اعتذر وطلب أرضى عليه".

وتضيف أنه قبل إصابته بيومين، عاد للمنزل باكرًا على غير عادته وطلب منها أن ترضى عليه مرارًا وتكرارًا، "كل 10 دقائق كان يطلب أرضى عليه بالآخر لما رجع حكالي إرضي علي..قلتله الله يرضى عليك ويرضى عليك ويرضى عليك..وشفت الضحكة على وجهه".

وتتابع في حديث للجرمق أن إحدى المعلمات أخبرتها بأن طالبًا صغيرًا كان يعاني من الإنطوائية اعتمد طوال تواجده في المدرسة على محمد، قائلة، "كان محمد يحمي هذا الطالب دون أن يعلم بأنه يعاني من الإنطوائية نتيجة التنمر عليه من قبل باقي الطلبة..استشهاد محمد تسبب للطفل بصدمة".

وتتابع ليلى كيوان للجرمق، "الله وحده يعلم كيف مرّ شهر رمضان هذا العام دون محمد، أذكره عند تناول الطعام وأنظر لكرسيه عند الجلوس على طاولة السفرة وفي كل مناسبة ولحظة".

طموح لم يكتمل

وتلفت للجرمق أن نجلها الشهيد الطلب محمد كيوان أراد في مرحلة ما دراسة التمريض ولكنه في الأيام الاخيرة قبل استشهاده غيّر وجهته وقرر دراسة الهندسة، مضيفة أن المعلمين في مدرسته أشادوا به في سنته الأخيرة بالمدرسة أنه طالب مجتهد جدًا، وشغل منصب رئيس لجنة الطلبة لكثرة محبيه داخل المدرسة.

واستشهد كيوان في 19 من أيار 2021 برصاص من شرطي إسرائيلي عند مفرق ميعامي بالقرب من مدينة أم الفحم، وكان كيوان حينها طالبًا في سنته الدراسية الأخيرة بمدرسة التسامح، وشّيع كيوان حينها بجنازة مهية شارك فيها آلاف الفلسطينيون من أراضي الـ48.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر