عام على هبة الكرامة..عندما صمدت حيفا في وجه المستوطنين

 


  • الأحد 15 مايو ,2022
عام على هبة الكرامة..عندما صمدت حيفا في وجه المستوطنين

 

تصدت مدينة حيفا خلال هبة الكرامة لهجمات المستوطنين الذين هددوا واعتدوا على عشرات المنازل الفلسطينية بحيفا، وذلك بعد أن وُضعت علامات على بعض المنازل الفلسطينية لتمييزها عن منازل المستوطنين بحيفا ليتم الاعتداء عليها والتنكيل بسكانها إلا أن الفلسطينيين بحيفا قاموا بتشكيل لجان حراسة شعبية في الأحياء لحمايتها.

وتقول الناشطة سهير بدارنة من مدينة حيفا إنه خلال هبة الكرامة واشتعال الأوضاع في الـ48، هاجمت جماعات من المستوطنين منازل الفلسطينيين في حيفا وذلك بعد أن وضعت علامات على المنازل لتميزها عن منازل المستوطنين، وتركزت الاعتداء على أحد الشوارع التي يسكنها فلسطينيون ومستوطنون.

وتتابع في حديث للجرمق أن أخبارًا انتشرت خلال هبة الكرامة عن قيام المستوطنين بوضع علامات على المدارس الفلسطينية لاستهدافها، مشيرة إلى أن الهجمات تنوعت ما بين رشق منازل الفلسطينيين بالحجارة والاعتداء عليهم بالشوارع.

وتقول، "عندما كانوا يشعرون أن المركبة لفلسطيني يأخذون بتكسيرها وتدميرها، كانوا يبحثون عن مسابح أو صلبان في المركبات التي تميز الفلسطينيين ويقومون بمهاجمتها..كما كانوا يستهدفوا المنازل التي تضع زينة رمضان والتي تدل على أن السكان مسلمين".

وتلف للجرمق أنه في المقابل تصدى الفلسطينيون في حيفا لاعتداءات المستوطنين وشكلوا لجان حراسة شعبية لمنع المستوطنين من التوغل داخل الأحياء الفلسطينية.

لجان حراسة شعبية

وشكّل شبان فلسطينيون من عدة أحياء في حيفا مجموعة على الواتس أب للتواصل فيما بينهم فيما إذا تعرضت إحدى الحارات للاعتداء من قبل المستوطنين، ليقوم شبان الحي بإخبار الآخرين وطلب الإمداد منهم على الفور.

ويقول شاب من لجان الحراسة في حي وادي النسناس بحيفا "رفض الكشف عن اسمه" إن الحي تعرض لاعتداء من قبل المستوطنين ولكن بفضل لجان الحراسة الشعبية التي تشكلت لم يستطع المستوطنين التوغل داخل الحي والاعتداء على الأهالي هناك.

ويتابع للجرمق أنه خلال هبة الكرامة، تصاعدت الأحداث في أراضي الـ48، وبدأت جماعات المستوطنين تصل لحيفا بالحافلات للاعتداء على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر دفع الشبان للبدء بتشكيل لجان الحراسة لحماية الأحياء.

ويضيف أنه في ليلة 14 من أيار 2021 أي ليلة عيد الفطر، اقتحمت مركبة حي وادي النسناس بحيفا وقامت بإطلاق النار والاعتداء على الشبان المتواجدين في الحي، وقامت بتفريقهم واعتقال عدد منهم، مؤكدًا على أن القوة كانت ملثمة ولا توحي بأنها قوة من جهاز أمني إسرائيلي أبدًا.

ويلفت للجرمق أن بعض شبان الحراسة كانوا في منازلهم وعندما حدث القمع نزلت جميع العائلات في الحي للشارع وتصدوا للمستوطنين الذين فتحت لهم الشرطة الإسرائيلية الطريق بعدما قدمت بقوات معززة لقمع الشبان في الحي ومنعوا المستوطنين من التوغل.

ويضيف للجرمق أن القوات الإسرائيلية بما فيها الشرطة كانت متواطئة بل وتحمي المستوطنين وتساندهم في الاعتداء على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنها كانت تتبع منهجية اقتحام الأحياء بالزي المدني كمستعربين وتقوم باستهداف الشبان ومن ثم تفتح المجال لجماعات المستوطنين بالاقتحام بعد أن تنكل بالأهالي وتعتدي عليهم وتعتقلهم كما حدث في وادي النسناس.

ويضيف للجرمق أن لجان الحراسة تابعت عملها خلال أيام هبة الكرامة حيث أخذ الشبان بالتجمهر كل يوم والقيام بجولات بالمركبات في حيفا، للتصدي لأي هجوم قد يحدث، قائًلا، "شكلنا مجموعة واتس أب وكنا على أهبة الاستعداد دائمًا لأي خبر عن اقتحام لحي أو منزل في الأحياء الفلسطينية لنقوم بصد الهجمات سريعًا".

ويشير إلى أن الشرطة الإسرائيلية كانت تفتح المجال للمستوطنين بالاعتداء على الأحياء وعلى المارة الفلسطينيين بالشوارع ورشق المنازل بالحجارة.

اعتداءات على حيفاويين

وفي السياق، يقول شاب رفض الكشف عن اسمه إنه تعرّض لاعتداء من قبل مجموعة من المستوطنين، عندما كان يعمل على دراجته النارية بالتوصيلات، حيث أغلق المستوطنون الشارع أمامه وحاولوا الاستفراد به ولكنه تصدى لهم واستطاع إبعادهم.

ويتابع للجرمق أنه تلقى في ذلك اليوم عدة كدمات وأصيب في مواضع من جسده ولكنها إصابات طفيفة، حيث لم يسمح بالمستوطنين بالاستفراد فيه والتنكيل به.

وبجانب اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، اعتدت الشرطة الإسرائيلية على عائلة حيفاوية ليلة عيد الفطر، حيث يقول الشيخ عوض محاميد إنه في ليلة العيد اقتحمت قوة كبيرة منزله وقامت بالاعتداء عليه وعلى أبنائه وضربهم بالعصي ورشهم بغاز الفلفل واعتقالهم بحجة أنهم ألقوا حجارة على المستوطنين بالشارع.

ويتابع محاميد أن الاعتقال دام لمدة 5 أيام، إلا أن المحامي حينها استطاع انتزاع قرار بالإفراج عنهم من المحكمة الإسرائيلية بعد أن أظهرت مقاطع فيديو مصورة من جانب المنزل الاعتداء من قبل الشرطة عليهم وأظهرت أنهم لم يخرجوا من منزلهم ذلك اليوم.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر