46 عامًا على يوم الأرض.. ولا يزال الفلسطيني يصارع من أجل أرضه


  • الخميس 31 مارس ,2022
46 عامًا على يوم الأرض.. ولا يزال الفلسطيني يصارع من أجل أرضه

يصادف الأربعاء 30 آذار الذكرى الـ 46 ليوم الأرض الذي صادرت فيه السلطات الإسرائيلية أكثر من مليون دونم من أراضي الفلسطينيين بمنطقة المثلث والجليل، ما جعل الفلسطينيين ينتفضون في وجه السلطات الإسرائيلية التي قمعتهم بالرصاص الحي فقتلت منهم ستة وأصابت عشرات آخرين.

يوم الأرض..

عام 1976 صادرت السلطات الإسرائيلية نحو 21 ألف دونم من أجل تنفيذ مشروع أطلقت عليه اسم "تهويد الجليل"، حيث يمس المشروع الإسرائيلي أراضي في بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد إلى جانب مناطق في الجليل والمثلث والنقب، والهدف من مصادرة هذه المساحات من أراضي الفلسطينيين هو إقامة المستوطنات.

واحتجاجًا على مصادرة أراضي الفلسطينيين، أعلنت لجنة الدفاع عن الأرض الإضراب العام والشامل بتاريخ 30/3/1976، إلى جانب الخروج في الفعاليات الميدانية والاحتجاجات التي قابلتها القوات الإسرائيلية بالرصاص العشوائي والمباشر على المحتجين ما أدى لارتقاء ستة شهداء، وإصابة عشرات الفلسطينيين من أراضي48.

ومنذ ذلك التاريخ، يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض بتاريخ 30/3 من كل عام بعشرات الفعاليات الوطنية والتظاهرات والفعاليات الميدانية، والتي يعبرون من خلالها عن تمسك بأراضيهم وصمودهم عليها.

ويقول القيادي من عرابة أحمد جربوني إن يوم الأرض كان يومًا مفصليًا في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويتابع، "يوجد فترتين، فترة ما قبل يوم الأرض وفترة ما بعد يوم الأرض.. منذ ما قبل يوم الأرض يوجد صراع مع الحركة الصهيونية على الأرض.. كان هناك مخطط للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض ورسمت في سبيل ذلك خطة تهويد الجليل".

ويضيف لـ الجرمق، "هذه الخطة تقضي بأن تصادر إسرائيل كل المساحات الموجودة للعرب خارج مخطط قراهم لصالح الاستيطان.. عندما أقرت مصادرة أكثر من 20 ألف دونم في منطقة الجليل المركزي والتي تخص عدة قرى القيادات العربية اجتمعت ونبهت لخطر المصادرة".

ويردف، "تتابعت الأحداث بعد ذلك يومًا بعد يوم.. الهجمة كانت معدة للاعتداء على الفلسطينيين في قراهم لتحقيق هدفهم وهو مصادرة الأراضي.. أذكر قبل يوم الأرض وصلت رسالة لرئيس مجلس محلي عرابة يُطلب منه أن يخبر الأهالي أن الدخول إلى منطقة 9 ممنوع قطعًا والمخالف يعاقب وسيعتبر كأنه دخل ثكنة عسكرية".

ويتابع جربوني لـ الجرمق، "رئيس المجلس المحلي في حينه رفض إبلاغ الأهالي وعلى العكس ناشدهم بالتواجد في الأرض بشكل يومي.. بدأت الدوريات العسكرية تعتقل الفلاحين من أراضيهم.. تتابعت الأحداث حتى اجتماع اللجنة القطرية في شفاعمرو.. يومها تطوقت البلدية من الشرطة الإسرائيلية لإرهاب المشاركين في الاجتماع".

ويلفت إلى أن اللجنة القطرية عينت الإضراب العام والشامل بتاريخ 30 آذار.. بتاريخ 29 آذار دخلت المنطقة فرقة عسكرية من جهة الشرق واجتيحت ديرحنا وسط إطلاق كثيف للنار.. خرج الشبان وتصدوا للفرقة بالحجارة ما تسبب بإصابة عدد من الشبان.. واصلت الفرقة تقدمها باتجاه عرابة وعندما وصلت اشتبكت مع الشبان".

ويقول: "الفرقة العسكرية واصلت تغولها حتى وصلت الساحة المركزية في عرابة.. وهناك انتهت ذخيرتها وبدأت بالتراجع.. عادت الفرقة بعد نصف ساعة وداهمت القرية بإطلاق النار وتصدى الشبان لها.. في تلك اللحظة ارتقى الشهيد خير ياسين بعد أن أصيب بعدة رصاصات في صدره".

ويضيف الجربوني، "أعلن صباح اليوم التالي بمكبر الصوت بسيارة الشرطة عن منع تجول وقالوا إن المخالف سيعاقب.. لكن الشبان والفتيات لم يقيموا وزنًا لهذا الإنذار وخرجوا جموعًا للمواجهة.. كتيبة مجنزرات دخلت إلى عرابة وتوجهت إلى البطوف ووصلت المدرسة الابتدائية اشتبكت مع الشبان والفتيات وكانت الاشتباكات حامية.. اعتقلوا عددًا من الشبان والفتيات.. وواصلت الكتيبة تقدمها وسط إطلاق نار كثيف".

ويردف، "أنا كنت هناك وسمعت في حينها قائد الكتيبة يقول للجنود أطلقوا النار على الشبابيك.. ووصلت الكتيبة إلى ساحة قريبة من الجامع.. خرج رئيس المجلس في حينه وطلب عبر مكبرات الجامع بأن يوقفوا الاشتباك.. وتوصلنا لاتفاق مع قائد الكتيبة بأن يخرج الجيش من البلد ليسود الهدوء".

ويوضح  القيادي أحمد جربوني أن الأطماع الإسرائيلية استمرت بأراضي المنطقة، حيث استمرت بمنع الفلاحين من الدخول الأراضي، وتابع، "في النهاية نحن حمينا أراضينا من المصادرة بدماء شهدائنا وجرحانا.

ذكرى يوم الأرض 2022..

وتحيي المدن والبلدات الفلسطينية بأراضي48 ذكرى يوم الأرض بمجموعة فعاليات متنوعة، حيث دعت بلدية أم الفحم هذ العام الفلسطينيين في مناطق48 للمشاركة في فعاليات يوم الأرض الـ 46 يوم الأربعاء.

ودعت الحركة الإسلامية في الجليل الفلسطينيين للمشاركة في ندوة لإحياء ذكرى يوم الأرض، فيما دعت الشبيبة الشيوعية للمشاركة في أمسية احتفالية تحت عنوان "معركة الأرض مستمرة".

وبدورها دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينيين بأراضي48 لأوسع مشاركة في إحياء الذكرى الـ 46 ليوم الأرض، حيث أعلنت مهرجانين مركزيين بسعوة الأطرش وفي البطوف بقرية دير حنا.

وانطلقت فعاليات أحياء الذكرى الـ 46 ليوم الأرض منذ يوم السبت بتاريخ 26/3/2022، حيث شارك الفلسطينيون في فعاليات يوم الأرض بقرية العراقيب مسلوبة الاعتراف، وتضمنت الفعاليات زراعة الأشجار دعمًا لصمود أهالي القرية على أرضهم التي تعرضت للهدم 199 مرة.

وتوافد الفلسطينيون في الفعاليات اليت أقيمت في قرية العراقيب من القدس ومدن وقرى وبلدات أراضي48 وشاركوا في فعاليات تنظيف وترميم مقبرة بني عقبى وزراعة أشجار الزيتون في قرية العراقيب لإحياء ذكرى يوم الأرض الـ 46.

ويوم السبت شارك عشرات الفلسطينيين في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض في قرية سعوة الأطرش بالنقب، بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث توجه العشرات من قرى ومدن وبلدات أراضي48 إلى النقب وتحديدًا إلى قرية سعوة الأطرش لإحياء الذكرى.

وأكد النشطاء الذي تواجدوا في الفعاليات على أن تواجدهم جاء بدافع دعم صمود الأهالي في النقب ضد سياسة السلطات الإسرائيلية التي تهدف للتحريش وتجريف الأرضي تمهيدًا للاستيلاء عليها.

وقال الناشط في حملة "أنقذوا النقب" رأفت أبو عياش إن يوم الأرض يعتبر محطة مهمة في النقب، وتابع، "كل يوم بالنقب هو يوم الأرض.. يوجد محاولات يومية لسلب الأرض وجعل الحياة صعبة عبر القمع والسياسات الإسرائيلية في النقب".

وقال رئيس مجلس القصوم سلامة الأطرش "نحن هنا اليوم لزراعة الأرض بهدف تعزيز صمود الأهالي.. النقب يعيش تحديات كبيرة والأحداث الأخيرة متتالية.. النقب بحاجة لوحدة المجتمع العربي للوقوف معه لإحسان الخروج من المحن التي يعاني منها النقب وسياسة الدولة تجاه العرب هناك".

وأوضحت لجنة المتابعة العليا أن فعاليات البطوف ستنطلق بمسيرة من مدينة سخنين من شارع الشهداء، عند الساعة الثانية والنصف عصرًا لتلتحم نحو الساعة الرابعة مع مسيرة مدينة عرابة عند النصب التذكاري شرقي المدينة، وستكمل المسيرة حتى دير حنا، ليقام المهرجان المركزي في الساعة الخامسة مساء.

وشددت المتابعة على ضرورة التجند لإحياء ذكرى يوم الأرض من خلال المهرجانين المركزيين، إضافة إلى البرامج والنشاطات التي تقام في مختلف البلدات، كما دعت لتخصيص ساعة في المدارس، للشرح عن معاني يوم الأرض.

وقالت المتابعة في بيانها: "إن ذكرى يوم الأرض تحل هذا العام وسط تصعيد سلطوي شرس على الأراضي العربية في النقب لتفرض حصارًا أشد على البلدات العربية مسلوبة الاعتراف، في حين تقرر الحكومة إقامة 12 مستوطنة على الأراضي العربية المسلوبة، ومن بينها مدينة للمتدينين الحريديم قادرة على استيعاب 120 ألف شخص، إضافة إلى مراكز تجارية ومرافق عمل في الوقت الذي تشدد فيه الحكومة مخططات الاقتلاع والتهجير ففقط هذا الأسبوع ارتكبت الحكومة جريمة تدمير قرية العراقيب للمرة الـ 199، وهي ماضية في مخطط الاقتلاع، وتحاول فرض مخطط اعتراف وهمي لعدد قليل من القرى، شرط نزع أكثر من 70% من أراضي القرى، عدا القرى التي سيتم اقتلاعها بالكامل".

وضمن فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض، أقامت الشبيبة الشيوعية معرضًا لمجموعة صور تاريخية ووثائقية من ذكرى يوم الأرض ومن معركة يوم الأرض عام 1976 تحت اسم "سيدة الأرض"، وذلك إحياء لذكرى يوم الأرض الذي يصادف 30/3/2022.

وقال مدير مركز مساواة جعفر فرح إن المعرض احتوى على نصب تذكاري ليوم الأرض ووثائق تاريخية من عام 1975 مرورًا بالأحداث التي يعيشها الفلسطينيين سنويًا في ذكرى يوم الأرض، وتابع لـ الجرمق، "عمليًا نتحدث من خلال هذا المعرض عن مسيرة نضال الشعب الفلسطيني في الداخل في الدفاع عن أرضه من معركة يوم الأرض عام 1976 إلى معركة النقب اليوم.. من خلال المعرض نحاول استعراض التحديات الأساسية في النضال للحفاظ على الأرض".

وأضافت سكرتيرة الشبيبة الشيوعية في عبلين ميساء حاج في حديثها مع الجرمق، "يوجد في المعرض صور من كل ذكرى في يوم الأرض منذ عام 1976 حتى اليوم إلى جانب النصب التذكاري ليوم الأرض.. نهدف من خلال هذا المعرض لتوعية جيل الشباب وجيل المدارس الذين يتعرضون لغسل دماغ من السلطات الإسرائيلية وسياسات التعليم في البلاد.. تريد أن نخلق أجواء في عبلين بذكرى يوم الأرض تشمل كل الأعمار".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر