28 عامًا على ارتقاء محمد أبو جامع من رهط..حين هبّ النقب نصرةً للحرم الإبراهيمي

تمر اليوم الذكرى 28 لاستشهاد الشاب محمد سليمان أبو جامع من مدينة رهط والذي استشهد في 27 من فبراير عام 1994 خلال احتجاجات أهالي النقب على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف التي نفذها المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشطاين، ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي.
تفاصيل الحادثة
انطلقت في 26 من فبراير 1994 مسيرة حاشدة في قرية اللقية، احتجاجًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي، حيث جاءت في أعقاب اجتماع نظمته الأطر السياسية في رهط ودعت حينها إلى تنظيم مسيرة جماهيرية لجمع فلسطينيي النقب في قرية اللقية.
وشارك في المسيرة آنذاك 3 آلاف فلسطيني من القرى الفلسطينية في النقب، حاملين الأعلام السوداء والشعارات التي تستنكر المجزرة التي ارتكبها مستوطن إسرائيلي من مستوطني كريات أربع الجاثمة على أراضي مدينة الخليل.
وفي صباح اليوم التالي، استمرت الاحتجاجات في النقب حدادًا على أرواح شهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي، حيث أُغلقت المدارس والمتاجر والورشات ولم يخرج العمال إلى أماكن عملهم.
وفي ساعات الظهيرة، اندلعت مواجهات في مدينة رهط حيث أغلقت الشوارع الداخلية في المدينة ووقعت صدامات بين عناصر الشرطة الإسرائيلية والشبان والتي استمرت حتى ساعات طويلة، فرقت فيها الشرطة المتظاهرين بالقوة عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي تجاه الشبان.
وخلال المواجهات، أطلق أحد القناصة الرصاص تجاه الشاب محمد سليمان أبو جامع، لتخترق الرصاصة فمه وتخرج من رأسه حتى سالت دماؤه على الأرض، حيث تحدث في ذلك الوقت شهود عيان أنهم رأوا الشرطي الإسرائيلي الذي أطلق النار تجاه الشهيد أبو جامع.
واستمرت المواجهات في رهط فور الإعلان عن استشهاد الشاب محمد أبو جامع حيث أصيب في ذلك الحين عشرات الشبان من جراء الرصاصات التي أطلقها قناصة حرس الحدود، إذ أصيب بعضهم بعيارات نارية في الرأس.
وفي ذات الوقت اندلعت مواجهات في قرى اللقية، وكسيفة وحورة، وعرعرة النقب وتل السبع ووقعت مواجهات عنيفة مع أفراد الشرطة، حيث أصيب واعتقل العديد من الشبان.
وفي اليوم التالي، شيع الآلاف جثمان الشهيد محمد سليمان أبو جامع، رافعين الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية حيث لُف الشهيد بالعلم الفلسطيني، وعُصّب رأسه بالحطة الفلسطينية.
واستشهد محمد أبو جامع عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا، حيث كان الشهيد وحيدًا بين شقيقاته الثلاثة وكان متزوجًا حديثًا.