تقرير يكشف عن العنصرية بسوق العمل تجاه الفلسطينيين


  • السبت 19 فبراير ,2022
تقرير يكشف عن العنصرية بسوق العمل تجاه الفلسطينيين

كشف تقرير إسرائيلي عن ارتفاع ظاهرة العنصرية والتمييز في سوق العمل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضي48، وارتفاع الشكاوى المتعلقة بهذه الظاهرة.

وأوضح تقرير أصدرته وزارة الاقتصاد والعمل الإسرائيلية وترجمه موقع الجرمق الإخباري أن نحو ثلث السكان الإسرائيليين يرفضون العمل إلى جانب آخر فلسطيني أو إسرائيلي من الطائفة الإثيوبية، لافتًا إلى أن عدد الشكاوى المتعلقة بالتمييز والعنصرية قد تضاعفت خلال الـ 3 سنوات الأخيرة. 

ونقل موقع "واينت" الإسرائيلي شهادتين إحداهما لعاملٍ فلسطيني والأخرى لسيدة إسرائيلية من أصولٍ إثيوبية، تحدثا خلالها عما واجهاه من مظاهر التمييز والعنصرية في أماكن عملهما، حيث قال حسن 29 عامًا ويعمل في إحدى الشركات الإسرائيلية التي تختص باستئجار السيارات إنه رغم أنه يحظى بشهادة العامل المتميز في الشركة، إلا أنه حين تعرضت الشركة لسرقة عدد من المركبات حامت الشكوك الأولى حوله فقط لكونه فلسطيني، واستدعي لجلسة استماع فور وقوع حادثة السرقة.

ويشير حسن إلى أن العامل الفلسطيني مهما يتفانى في عمله فإنه يبقى في النهاية فلسطيني، ولا يمكن للشركة الإسرائيلية أن تتهرب من هذا الأمر، مضيفًا، "ينتابك شعور أنهم لا يريدونك ولا يرغبون بك في مكان العمل، رغم ادعائهم أنهم معنيون بدمج العرب في أماكن العمل المختلفة".

في شهادة ثانية قالت سريت 44 عامًا وهي إسرائيلية من الطائفة الإثيوبية: "عملت بمكتبٍ حكوميّ لمدة عامٍ ونصف، لكن منذ اليوم الأول لي عانيت من العنصرية رغم أني أملك 4 سنوات خبرة في العمل، وأحمل عدة القابٍ أكاديمية وتعلمت هندسة برامج لكن وكلوني بمهماتٍ بعيدة عن كفاءاتي الأكاديمية، وكان هدفهم الوحيد أن يثبتوا للآخرين اني لا أملك المعرفة والخبرة الكافية، ولا اعرف شيئًا في مجال العمل".

وتتابع: "تعرضت لتوبيخٍ وإهانات واستخفاف بي حتى اليوم الأخير لي في مكان عملي.. العمل هناك كان أشبه بالجحيم وهذا أثّر كثيرًا على حالتي النفسية".  

ويكشف التقرير الصورة السيئة في سوق العمل الاسرائيليّ، كما يثبت أن العنصرية والتمييز ما زالت في أماكن العمل وأن ما يجري في سوق العمل الاسرائيليّ يعكس واقع المجتمع الاسرائيليّ والنتائج تلائم صورة تمثيل الشرائح المختلفة للمجتمع الإسرائيلي.

وبحسب تقرير وزارة الاقتصاد والعمل الإسرائيلي فإن 33% من الإسرائيليين يرفضون العمل مع زميلٍ فلسطيني، و27% من الإسرائيليين يرفضون العمل مع زميلٍ اسرائيليّ متزمت، و9% من الإسرائيليين يرفضون العمل مع زميلٍ من أصول أثيوبية، كما يرفض 32% من الإسرائيليين العمل تحت إدارة مديرٍ عربيّ، و22% من الإسرائيليين يرفضون العمل تحت إدارة اسرائيليّ متزمت، إلى 8% ممن يرفضون العمل تحت إدارة اسرائيليّ أثيوبيّ.

وذات التقرير أوضح أن 85% من اليهود المتزمتين يرفضون العمل إلى جانب زميلٍ عربيّ، بينما يرفض 45% من اليهود المتزمتين العمل إلى جانب زميلٍ اثيوبيّ.

بحسب المعطيات فقد سجل ارتفاع في عدد الشكاوى التي تتعلق بالعنصرية نسبيًا للعام 2018، ففي عام 2018 قُدمت 234 شكوى، لكن في عام 2021 قدمت 458 شكوى، حيث يتعلق 24% منها بالعنصرية ضد الفلسطينيين بأراضي48، و24% تتعلق بالعنصرية ضد إسرائيليين من أصولٍ أثيوبية، و4% تتعلق بالعنصرية ضد إسرائيليين من أصولٍ شرقية، و10% تتعلق بعنصرية ضد يهود متزمتين، و6% ضد يهود روس.

ولفت مختصون أكاديميون إلى أن ظاهرة العنصرية في "إسرائيل" لا تختفي بل تزداد، والشكاوى تتزايد على مدار العام في هذا الشأن، وأن الحوار العام يتجه نحو التطرف أكثر، وأن العنصرية أصبحت أمرًا عاديًا.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر