تفاصيل جديدة يكشف عنها الأسير زكريا زبيدي عن نفق الحرية


  • الأربعاء 2 فبراير ,2022
تفاصيل جديدة يكشف عنها الأسير زكريا زبيدي عن نفق الحرية

كشف الأسير زكريا زبيدي لمحاميته حنان الخطيب التي زارته في عزله بسجن "ريمونيم" عن تفاصيل حفره و5 أسرى آخرين لنفق الحرية وعن الأيام التي نالوا حريتهم فيها قبل أن تعيد القوات الإسرائيلية اعتقالهم. 

ويؤكد زبيدي لمحاميته على أنه طيلة وقته في سجن جلبوع كان يفكر بالهروب، حيث قال: "كنت أقبع في قسم 4 بسجن جلبوع عندما توجه لي قبل حوالي أسبوعين من العملية الأسير أيهم كممجي قائلاً لي : في طلعة، فقلت له بأنني شعرت بذلك لأنني أسمع بالليل أصوات وكنت استغرب وأقول في سري: أيعقل أن أحد الأسرى يخطط للهرب، وسألني أيهم عن استعدادي لذلك فقلت له: أنا اللي بطلع..  فنحن يا أستاذتي العزيزة محاربي حرية وعندنا مسرح الحرية كيف لي أن لا أفكر بالحرية؟".

ويتابع، "طوال الوقت وأنا أفكر بالخروج ومكاني ليس بالسجن فكيف لي أن لا أوافق عندما تأتي القصة لدي؟.. قبل أسبوع من العملية طلبت الانتقال لغرفتهم لكي أطلع على الموضوع عندما دخلت ورأيت الحمام عرفت أننا برة.. سألتهم عن التكتيكات والخطة المرسومة وكيف سنسير بالنفق لأنني لم أجرب الدخول للنفق من قبل.. فأخبروني بأن السير سيكون يد للأمام ويد للخلف والمشي بطريقة الحلزون ولكن يوجد مقطعين يجب النوم على الظهر والسير زحفًا".

ويضيف، "سألت مناضل نفيعات لماذا تريد أن تكون معنا ولم يتبقى على إطلاق سراحك أقل من شهرين فقال لي مفاخراً: أنا الذي حفرت وتعبت ولازم أكون شريك معكم، وعندها أطلقت عليه لقب البايجر".

ويوضح الزبيدي أنه في يوم الهروب جاء أحد السجانين ومعه شخص وبدأ بفحص فتحة المجاري، حيث رأى تراب مبلول، وتابع، "ثارت الشكوك بداخلنا ومباشرة تدخلت ووقفت بينهم وبدأت بمناداة الأسرى لجلسة لخلق حالة إرباك وعندها أطبقوا الفوهة وذهبوا للتفتيش والفحص بالغرفة المجاورة  غرفة رقم 4 عندها أخبرت الشباب أن الوضع لا يحتمل ويجب أن نخرج الليلة من النفق".

وعن الخروج من النفق، يلفت زبيدي إلى أن الأسير مناضل نفيعات دخل النفق أولًا، وتبعه محمد العارضة وتلاه يعقوب قادري من ثم الزبيدي وبعدها دخل أيهم كممجي وخرج محمود العارضة في النهاية.

ويصف لحظات تواجده داخل النفق قائلًا: "داخل النفق علقت وشعرت أن جسمي لا يتحرك حوالي ربع ساعة وكانت المنطقة مظلمة فأحسست بأنني بمنطقة البرزخ  بين الأرض والسماء وعندها طلب مني أيهم ومحمود مواصلة المسير، وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق  فظن يعقوب أن الحقيبة تعرقل مسيري فقام بسحبها مني فقلت له أن جسمي عالق بالنفق وأنا لا أستطيع التحرك،  حيث هم معتادون على النفق والسير به لأنهم جربوه من قبل أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم اعتاد عليه وبعد محاولات عديدة تركت نفسي وواصلت المسير.. وصل يعقوب فوهة النفق منهك القوى وتعب، أما أنا فرفعت يدي وقام مناضل نفيعات بانتشالي وإخراجي من فوهة النفق وخرجنا جميعًا".

ويشير زكريا الزبيدي إلى أنهم عندما قطعوا الشارع بعد الخروج من النفق كادت سيارة أن تدهس أيهم، ويضيف، "أيقنا حينها بأنه سيتم الإبلاغ عنا، فقلت لهم سنقطع أرض القطن بسرعة لأنهم سيبلغون عنا ويجب أن نجري، ونحن نجري رأينا طيارة  هيليكوبتر وسيارات شرطة فتأكدنا أنه تم الإبلاغ عنا.. وبعد حوالي كيلو متر من المسير تعب يعقوب ولم يعد يقوى على الجري فتوقف وقال لنا: اتركوني واذهبوا المهم أن تنجوا أنتم، فرفضنا جميعًا وقلت له: اتكئ علي وانا أسندك، فاستند علي وواصلنا المسير حيث كنا نمشي بأرض زراعية ومحفورة إلى أن وصلنا إلى قرية الناعورة".

ويوضح أسير نفق الحرية زكريا الزبيدي أنه وباقي الأسرى دخلوا واغتسلوا في الجامع بالناعورة بالجامع واستبدلوا ملابسهم، وأردف، "وبعدها عندما لم تأت السيارة لنقلنا خاب أملنا وقررنا الانفصال لأزواج وكان نصيبي مع محمد العارضة.. واصلنا أنا ومحمد المسير بطريق لا نعرفها وكان همنا الخروج من البلدة، مشينا حوالي 7 ساعات وعندما جاء النهار أحسست بجسم يرتطم بالأرض فقال لي محمد أنها أبقار.. وأنا جالس أنا ومحمد العارضة بأحد الأحراش رأيت شجر الصنوبر الذي زرعه الاحتلال مكان شجر الزيتون وكان بجانب إحدى شجرات الصنوبر فروع وعروق زيتون قد نبتت بجانبها فقلت لمحمد: تفرج وشوف كيف زرعوا صنوبر محل الزيتون بس الأساس طالع من جذره، قطعوا الزيتون بس نسيوا انه اله مد، هم بيقدروا يقطعوا الشجرة بس ما بيقدروا يقطعوا مد الزيتون".

ويتابع، "اختبأنا بعدها داخل شجرة بطم بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية، حيث كان داخل الشجرة ثوب أفعى ونمل كبير فقلت لمحمد أننا بوكر لأفعى وأننا بمكان آمن لأن الحيوانات والزواحف أأمن من الإنسان فقصصت عليه قصة لأمية العرب الشنفرة وقرأت له أبيات من الشعر للشنفرة التي تؤكد على كلامي وأن الحيوان يحافظ علينا أكثر من الإنسان حيث عشنا معهم يوم ونصف ولم يبلغوا عنا أما الإنسان فمجرد أنه شاهدنا أبلغ عنا".

ويردف، "قبل القبض علينا بيوم اختبأنا بمبنى قيد الإنشاء وقد دخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية للتفتيش علينا ولم تجدنا وقد كنا مختبئين بالطابق الثاني.. وكنت في كل يوم أتسلق على شجرة للاستطلاع وقد تفاجأت من حجم التحركات والتفتيش عنا، وإغلاق الأماكن لم يكن طبيعي وبحجم التحركات والوسائل التي استعملها جهاز الأمن الإسرائيلي لم أتوقع أن نصمد بالخارج 6 أيام دون القبض علينا، علماً أنهم وصلوا بمقربتنا عدة مرات ولم يعثروا علينا.

ويشير زبيدي إلى أنهم كانوا يملكون أجهزة راديو حيث علموا من الأخبار أنه تم القبض على محمود ويعقوب، وأضاف،  "لم نخف، حتى وأننا بينهم ومحاصرينا لم نخف فنحن طالبي حرية ليس إلا.. ذهبنا لاستكشاف ما حولنا فرأينا أرضاً بها خروب فأكلنا منه وبالصدفة مروا شخصين "بتراكتورون" نزل أحدهم وأعطانا قنينة ماء وبعد أن ذهبوا حاولنا الركض لأننا شعرنا بأنهم سيبلغون عنا، اختبأنا لمدة حوالي ساعتين تحت شجرة وكانت سيارات الشرطة تمر من جانبنا وتذهب، بعدها رآنا شخص كان برفقة طفلة صغيرة فتحدث معه محمد وأنا جلست وسلمت على الطفلة ولكن للأسف بعد دقائق رأينا طائرات الهيليكوبتر وقوات كبيرة من جيش الاحتلال فدخلنا تحت سيارة كبيرة، وكان محمد يضع على رأسه حجر كحماية وبعد مرور حوالي 3-4 ساعات تعب محمد من الحجر  مما اضطره للتخلص منه وعندما رماه رآه أحد الجنود وتم القبض علينا، وإعادة اعتقالنا بالقرب من قرية أم الغنم في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر من العام الماضي".

جدير ذكره أن الأسير الزبيدي من مخيم جنين، ويعتبر من رموز الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، شارك في عدة عمليات ضد جيش الاحتلال، وكان من أبرز المطاردين لسلطات الاحتلال وهو من عائلة مناضلة ، فهو شقيق المحررين يحيى وداوود الزبيدي، ووالدته وشقيقه استشهدا خلال الاقتحام الكبير لمخيم جنين في العام 2002 في عملية الدرع الواقي، كما أنه انتخب في المؤتمر السابع لحركة فتح عضواً في المجلس الثوري ومدير عام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

علماً بأن هذا الاعتقال الخامس للأسير الزبيدي، حيث اعتقل أول مرة وهو قاصر خلال انتفاضة الحجارة "الانتفاضة الأولى" وهو متزوج وأب لابن وابنه.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر