هبة فلسطينيي 48.. كيف بدأت وما المتوقع الآن؟


  • السبت 15 مايو ,2021
هبة فلسطينيي 48.. كيف بدأت وما المتوقع الآن؟
منذ نحو أسبوع تصاعدت المواجهات بشكلٍ كبير مع الشرطة "الإسرائيلية" والمستوطنين من جهة والشبان الفلسطينيين من جهةٍ أخرى في أراضي الـ48، إذ انطلقت شرارة المواجهة بعد الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، وتهديدات المستوطنين في حي الشيخ جراح، والتي ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة وبدعم من الحكومة "الإسرائيلية". واشتدت هذه المظاهرات في مدن وقرى الـ48 بعد اعتداء القوات "الإسرائيلية" على المصلين في المسجد الأقصى المبارك في أيام شهر رمضان المنصرم. بداية الأحداث ومن جهته يرى الناشط تامر خليفة من حيفا أن "بداية الأحداث كانت من القدس وبدأت بـ استفزازات الشرطة بوضع حواجز باب العامود وتحديدًا بشهر رمضان المبارك". ويتابع خلال حديثٍ خاص للجرمق "الشرارة كانت عندما قرر المستوطنون الخروج بـ مسيرة الأعلام الموحدة، وما زاد من حدة التظاهرات في الـ48 عندما اعتدى المستوطنون بغاز الفلفل على أهالي الشيخ جراح قبل الإفطار". وانطلقت مظاهرات في كل من حيفا والناصرة وجلجولية وإم الفحم ويافا ومجد الكروم وكفر كنا وطمرة ونحف وشفاعمرو وعبلين ورهط وكفر قاسم والطيبة وكابول واللد وجديدة المكر وكفر ياسيف ونحف وباقة الغربية والبعينة نجيدات وغيرها من مدن وقرى 48، في حين قمعت القوات "الإسرائيلية المظاهرات بعنف واعتقلت المئات. ويلفت خليفة "المظاهرات خرجت تضامنًا مع أهالي حي الشيخ جراح، في الأيام الأخيرة من رمضان تحديدًا، لكن الشرطة "الإسرائيلية" تعاملت معنا بوحشية وقمع، دون أداة التجميل التي تستخدمها دائمًا أننا مواطنون"، وأكد خليفة أن القمع كان يتم قبل البدء بالفعاليات المقررة بالتظاهرة. ويضيف خليفة للجرمق، "اشتدت المظاهرات عندما بدأت الفصائل الفلسطينية بقصف "تل أبيب"، وبالتالي شعر أهالي الـ48 أن هناك من يساندهم إذ تأججت المشاعر، فخرجوا في تظاهرات جابت المدن". أما الناشط منهل حايك عضو الحراك النصراوي فيقول "خرجت مظاهرت في الأسبوع الماضي تضامنًا مع الشيخ جراح وتم الاعتداء علينا". ويتابع في حديثٍ للجرمق "معظم الإصابات في المظاهرة في الرأس، وتم اعتقال حوالي 20 شخص، وكان قرارًا بإبعاد بعضهم عن الناصرة أو تمديد الاعتقال". تأجج الأحداث ويشير الناشط الحيفاوي إلى أن السلطات "الإسرائيلية" قمعت المظاهرات بقوة حين كادت أن تتوقف واستعانت بمستوطنين من مستوطنة شمرون، الذين اعتدوا على المتظاهرين ما أدى إلى تأجج الأحداث من جديد بالإضافة إلى حادثة إطلاق مستوطن النار على الشاب موسى حسونة والذي استشـهد على إثرها. ويرى محللون أن أهالي اللد اعتبروا الجريمة بحاجة لثأر ولذا تطورت الأحداث بشكل متسارع وزادت العمليات على خلفية قومية وامتدت إلى الكثير من المدن مثل عكا والرملة ويافا. ويقول خليفة للجرمق "الأوضاع خطيرة جدًا، ونحن في مدن يسكنها فلسطينيون ويهود، نحن لسنا محميين، بالمقابل اليهود تتم حمايتهم من قبل الشرطة "الإسرائيلية" وكذلك من قبل المستوطنين الذين تتم الاستعانة بهم". وخلال عمليات القمع، استهدفت الشرطة "الإسرائيلية" الفلسطينين بالقنابل الصوتية وقنابل الغاز والرصاص الحي، في حين أن المستوطنين يجوبون الشوارع ويعتدون على كل فلسطيني بالحجازة والرصاص الحي، ويؤكد خليفة أن الشرطة "الإسرائيلية" لم تمنع أي مستوطن بشكل جدي من الاعتداء وإنما يتم قمع الفلسطيني فيما يُترك المستوطن، ويشير إلى وجود عمليات منظمة من قبل المستوطنين حيث يحرقون المنازل ويبحثون على أي فلسطيني للاعتداء عليه. الاستمرار بالدفاع ويؤكد خليفة أن البلديات حاولت تسوية الأمور بهدنة وتخفيف الوضع القائم إلا أن الفلسطينين رفضوا، بسبب شعورهم بوجود تهديد قائم ومستشري وبالتالي لن عدم الشعور بالأمان. ويتابع خليفة للجرمق، "نحن لم نهاجم أحد وإنما يتم الهجوم علينا، ولهذا علينا أن ندافع بكل قوتنا عن أنفسنا وبيوتنا وعائلاتنا". ويردف قائلًا، "أعدادنا قليلة في المدن، فنحن في حيفا حوالي 40 ألف فلسطيني فقط فيما يبلغ عدد السكان الكلي 250 ألف شخص، علينا حماية أنفسنا". ويؤكد خليفة أن الأوضاع في الـ48 ذاهبة لتصعيد مستمر "لا أعتقد أن الأمور ستعود لمجاريها، فالهدوء في النهار يكون حذر نبسيًا في حني أن الأمور تنفجر ليلًا ولا نفهم كيف تتصاعد". فيما يرتفع في كل مواجهة عدد الإصابات والاعتقالات، إذ بلغت حصيلتها حتى اليوم حوالي 600 فلسطيني، منهم من خرج من السجن، ومنهم من ينتظر محكمته. في حين بدأت اللجان الشعبية في المدن بتشكيل لجان حماية وحراسة، خاصة في تلك التي يسكنها فلسطينيون ومستوطنون، فيقول خليفة للجرمق، "شكلنا لجان حراسة هنا في حيفا تحديدًا ونتوزع في المساء على الأحياء، وإن شعر أحدنا بحركات مريبة نجتمع لصد أي اعتداء قد يحصل". ويؤكد فلسطينيون في مناطق عدة في 48 أنهم مجبورون على حماية أنفسهم خاصة بعد ما حدث في حي العجمي بيافا حيث حرق مستوطن منزلًا فلسطينيًا ما أدى إلى إصابة 3 أطفال.  
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر