بالفيديو| ماذا يحدث في النقب؟..الحكاية من البداية حتى اللحظة


  • الخميس 13 يناير ,2022
بالفيديو| ماذا يحدث في النقب؟..الحكاية من البداية حتى اللحظة

احتلت أخبار النقب في الساعات الماضية صدارة وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية وبرزت على وسائل إعلام عربية ودولية، كما انتشر وسم أنقذوا النقب في الكثير من الدول العربية وتجاوز عدد التغريدات عليه 20 ألف تغريدة تضمنت ما يتعرض له النقب من أحداث ميدانية ومواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح.

استهداف النقب

تستهدف "دائرة أراضي إسرائيل" و"الصندوق القومي اليهودي، الكيرن كييمت" آلاف الدونمات في النقب، حيث يسعى "الكيرن كييمت" لتجريف وتحريش ما يُقارب حوالي 45 ألف دونم في النقب، من بينها قرى نقع بئر السبع مسلوبة الاعتراف، وغيرها من القرى في مناطق مختلفة من النقب.

ويقول المحامي النقباوي مروان فريح في حديث للجرمق إن مخططًا كاملًا يهدف لتحريش آلاف الدونمات في النقب، مضيفًا، "الصندوق القومي اليهودي يسعى لتجريف ما يُقارب 45 ألف دونم في مناطق مختلفة من النقب ومنها قرى نقع بئر السبع كقرية سعوة ووادي المشاش ومناطق مختلفة من النقب".

ويضيف فريح أن تجريف الأراضي وتحريشها يهدف بالأساس إلى الحد من إمكانية الاعتراف بالقرى مسلوبة الاعتراف بالنقب ومن بينها قرى نقع السبع، مؤكدًا على أن التحريش يمنع أيضًا إمكانية توسيع مسطح القرى وبالتالي يؤدي لفرض حقائق جديدة على أرض الواقع من خلال غرس الأشجار ومنع ممارسة حقهم الطبيعي في التملك وزراعة الأرض وفلاحتها.

ويُعاني النقب تاريخيًا من استهداف ممنهج من قبل السلطات الإسرائيلية حيث يعيش 300 ألف فلسطيني على مساحة 3% من أراضي النقب التي تصل بمجملها إلى 21 مليون و800 ألف دونم، حيث أن النقباويين الذين يشكلون 32% من سكان النقب يسكنون على مساحة 400 ألف دونم فقط، ويتم الآن ملاحقتهم على الـ3% التي يسكنون عليها.

بداية الحكاية 

ابتدأت الحكاية عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية وآليات "الصندوق القومي اليهودي" بحماية من شرطة الخيالة ووحدات "اليمام" أراضي الأطرش في قرية سعوة بمنطقة نقع بئر السبع في 27 من ديسمبر/كانون أول 2021.

وتعد قرية سعوة-الأطرش إحدى قرى نقع السبع المستهدفة، حيث يضم نقع السبع 6 قرى فلسطينية مسلوبة الاعتراف ومستهدفة وهي، "خربة أم الوطن، وسعوة، وبئر الحمام، والزرنوق، وبير المشاش، والغرّة".

كما واصلت القوات الإسرائيلية في اليوم التالي أي في 28 من كانون أول، حيث اقتحمت في ذلك اليوم قوات مُدججة تصل إلى أكثر من 500 عنصر لحماية الجرافات الإسرائيلية خلال عملية التجريف والحراثة.

واشتدت عمليات تجريف الأراضي في اليوم الثالث حيث عادت قوات "الكيرن كييمت" بحماية الشرطة الإسرائيلية وشرطة الخيالة إلى مضارب عشيرة الأطرش، واعتدت على الأهالي والمتضامنين في القرية، خاصة بعدما أقيمت خيمة اعتصام على أراضي الأطرش.

ونفذت القوات الإسرائيلية في الـ29 من كانون الأول أي خلال فترة الاقتحامات الأولى لقرية سعوة حملة اعتقالات بحق نشطاء تواجدوا في القرية، حيث اعتقلت 3 نشطاء واقتادهم حينها إلى محطة شرطة "البلدات" الإسرائيلية قرب مفرق السقاطي في النقب.

وتجمهر العشرات من النقباويين والمتضامنين في خيمة الاعتصام التي أقيمت على أراضي الأطرش، للتصدي للقوات الإسرائيلية، وآليات تجريف الأراضي وحراثتها.

وانسحبت القوات الإسرائيلية في اليوم الثالث من الاقتحام بعدما انتهت من عمليات تجريف الأراضي تمهيدًا لتحريشها، فيما استنكر حينها نواب "الكنيست العرب" عمليات تجريف أراضي الأطرش واقتحامها بقوات معززة.

وقال حينها مدير كتلة القائمة الموحدة وليد الهواشلة في بيان له إنه لا يمكن الاعتياد على مشاهد اقتحام النقب التي أصبح الأهالي يرونها كل يوم، مضيفًا أن “إسرائيل” تتعامل مع أهالي النقب وكأنهم أعداء “للدولة” وتقوم بمهاجمتهم بقوات معززة صباحًا ومساءً.

وتوجه الهواشلة آنذاك إلى القائمة الموحدة لوقف كل تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، مضيفًا أن ذلك يجب أن يحدث حتى لو اضطروا للانسحاب من الحكومة الإسرائيلية كرامة للنقب وأهالي النقب.

وفي ذات اليوم، قال النائب عن الموحدة منصور عباس إنه توصل لتفاهمات مع "دائرة أراضي إسرائيل" لوقف العمل في قرية سعوة وأراضي الأطرش، حيث لفت آنذاك إلى أنه سيحاول التوصل لحل مناسب بالتنسيق مع أهالي المنطقة.

وفي المقابل، ردّ رئيس مجلس محلي القيصوم سلامة الأطرش على النائب منصور عباس في ذات اليوم بأن التوقف عن عمليات التحريش في اليوم الثالث للاقتحامات هو أمر مخطط له، حيث قال سلامة الأطرش في بيانٍ له إن، "النائب عباس جزء من الائتلاف الحكومي الحاكم وهو جزء الآن من أصحاب القرار ودائرة أراضي إسرائيل تعمل وفق توجيهات الحكومة والتي تضم النائب عباس".

وتابع أن البيان الذي أصدره منصور عباس بخصوص التوقف عن العمل في الأطرش فيه تضليل للحقائق وتشتيت لنضال الأهالي، ومحاول بائسة لامتصاص غضب النقباويين، مضيفًا، "كلنا نعلم أن العمل في أراضي الأطرش كان من المقرر إيقافه مؤقتًا هذا اليوم لذلك عباس لم يأتِ بأي جديد، وعلى هذا فإن بيانه إهانة لنا ولأهلنا ومحاولة لضرب نضالهم كما أن هذا البيان فيه تهرب واضح من المسؤولية فالنائب عباس جزء من هذه الحكومة ومما تتخذه من قرارات".

وجاءت عمليات تجريف وتحريش الأراضي بعد سلسلة من الاقتحامات المستمرة لقرى النقب، حيث سبق اقتحام قرية سعوة الأطرش، اقتحام لقرى ترابين الصانع، وقرية السر وقرية أبو تلول، حيث اعتدت القوات الإسرائيلية على النقباويين في عدد من القرى خلال الأشهر الأخيرة عبر اقتحامها بقوات المستعربين ومئات العناصر من الوحدات الإسرائيلية.

وبحسب قيادات سبعاوية، فقد جاءت هذه الاقتحامات بعد تصريحات نفتالي بينت رئيس الحكومة الإسرائيلية من على أرض النقب بأنه سيتحول من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

وقال القيادي في لجنة التوجيه العليا الشيخ أسامة العقبي للجرمق إن استهداف النقب جاء بعد سلسلة طويلة من التحريض على النقباويين والبدو عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية والصحفيين الإسرائيليين الذين حرضوا على النقب وأهله ليلًا ونهارًا للنيل منهم بحجة "مكافحة العنف".

الاقتحام الثاني

وتوقفت أعمال التجريف والتحريش في أراضي عشيرة الأطرش لمدة 12 أيام، حيث توعدت "دائرة أراضي إسرائيل" في الرابع من يناير  2022 أهالي النقب باستئناف عمليات التجريف والتحريش.

وقالت "دائرة أراضي إسرائيل" في بيانٍ لها إن عمليات التحريش توقفت في الأيام الأخيرة بسبب سوء الأحوال الجوية وليس بسبب الضغوطات السياسية.

وطبقت "دائرة أراضي إسرائيل" وعودها في العاشر من يناير 2022 حيث اقتحمت الجرافات الإسرائيلية بحماية شرطة الخيالة والقوات الإسرائيلية أراضي عشيرة الأطرش في قرية سعوة من جديد وامتدت الاقتحامات على مدار 3 أيام اعتدت فيها القوات الإسرائيلية على أهالي القرية والمتضامنين والصحفيين، ونكّلت بهم.

وأكد سلامة الأطرش رئيس مجلس محلي القيصوم للجرمق في اليوم الأول للاقتحام على أن هذا ما توقعه، فـ "دائرة أراضي إسرائيل" طبقت وعودها، مشيرًا إلى أن التفاهمات التي تحدث عنها النائب منصور عباس اتضح أنها غير صحيحة كما كانت التوقعات.

واعتقلت القوات الإسرائيلية في اليوم الأول للاقتحامات شاب من عائلة الأطرش وصحافي فلسطيني أثناء تغطيته للأحداث، كما اعتدت على مراسل الجرمق الإخباري خلال التغطية.

وهدمت القوات الإسرائيلية في اليوم الأول من الاقتحامات خيمة لإحدى عائلات عشيرة الاطرش، ومنعت الصحفيين والمتضامنين من الاقتراب وأجبرتهم على التصوير من مسافة بعيدة.

ووصل نواب القائمتين الموحدة والمشتركة في العاشر من يناير إلى أراضي عشيرة الأطرش، حيث قال النائب عن الموحدة مازن غنايم للجرمق إن الحل هو الصمود على أرض النقب، قائلًا، “تحية إجلال لأهلنا في النقب الذين يتحملون البرد والحر ويصمدون في منازلهم وأرضهم”.

وفي السياق قال النائب عن الموحدة وليد طه إن المنظر في النقب هو منظر احتلال، مضيفًا أن السلطات الإسرائيلية تحاول تحويل الشجر لقضية عبر محاولة زرعه مكان البشر الذين سيتم اقتلاعهم.

وفي ذات اليوم، أعلنت لجنة التوجيه العليا في النقب عن برنامج نضالي للتصدي لعمليات التجريف وتحريش الأراضي، ومن بين هذه الخطوات الإضراب الشامل في مدارس نقع بئر السبع ومدارس قرية بئر هداج كخطوة تضامنية.

كما أقرت اللجنة آنذاك إقامة خيمة اعتصام في 11 من يناير أي في اليوم التالي للاقتحامات، للرباط على أراضي الأطرش، ودعت للمشاركة في تظاهرة حاشدة في 13 من يناير على مفرق قرية سعوة بالنقب.

وصعّدت قيادات النقب في برنامجها النضالي فيما بعد خاصة بعد هدم القوات الإسرائيلية لخيمة الاعتصام التي أقيمت في 11 من يناير، حيث أقيمت فجرًا ثم قامت القوات فور وصولها بهدم الخيمة ومصادرة الكراسي منها.

وعلى إثر هدم الخيمة، انطلقت تظاهرة في 11 من يناير الساعة السابعة صباحًا قرب مفرق قرية سعوة بعد إغلاق شارع 31، وذلك رفضًا لهدم الخيمة، واحتجاجًا على عمليات تجريف الأراضي وتحريشها.

وانتقلت التظاهرة من مفرق سعوة إلى داخل القرية وتحديدًا على الأراضي المهددة، حيث اندلعت بعد ذلك مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت مع نهاية اليوم 21 فلسطينيًا بينهم فتيات وأطفال، كما اعتدت على الأهالي داخل المنازل.

وفي السياق، هبّ النقب لمساندة أهالي عشيرة الأطرش، حيث أغلق ملثمون مساء أمس الثلاثاء شوارع في بلدة شقيب السلام بالنقب احتجاجًا على ما تعرضت له قرية الأطرش بمنطقة نقع السبع من اعتقالات وتحريش وتجريف واعتدت على الأهالي.

وأفادت مصادر محلية للجرمق أن اثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية أصيبا في المواجهات التي وقعت في شقيب السلام مساء اليوم.

اليوم الأخير للاقتحام

واستأنفت القوات الإسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل" اقتحاماتها لأراضي الأطرش لليوم الثالث على التوالي، حيث اشتدت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في 12 من يناير 2022، إذ اعتقلت القوات الإسرائيلية في 12 من يناير 30 فلسطينيًا بينهم فتيات وأطفال، كما مددت اعتقال عدد من معتقلي الـ11 من يناير.

وانطلقت خلال الـ12 من يناير دعوات شبابية في النقب لتصعيد النضال بطرق متعددة، حيث أطلق نشطاء حملة لمقاطعة المتاجر الإسرائيلية، داعين الفلسطينيين في الجليل والمثلث إلى الانضمام لحملة مقاطعة طويلة الأمد وشاملة لتكبيد "إسرائيل" خسائر اقتصادية فادحة.

إجمالي الاعتقالات

وأكد بعض المحامين المتطوعين للدفاع عن معتقلي النقب للجرمق على أنه حتى اللحظة اعتقل ما يقارب 100 فلسطيني بينهم فتيات وأطفال خلال اليومين الماضيين من قرية سعوة الأطرش ومن مدينة رهط وتل السبع ومناطق أخرى، حيث سيتم عرض 84 فلسطينيًا على المحكمة اليوم الخميس. وقال المحامي طلب الصانع إن عدد المعتقلين غير ثابت وغير مستقر، حيث أن المعطيات عن المعتقلين تصل بالتتابع وفي كل دقيقة يمكن أن يزداد العدد، مشيرًا إلى أن حوالي 10 فلسطينيين أُطلق سراحهم بعدما تم اعتقالهم خلال الأيام الماضي.

إصابات في صفوف الإسرائيليين

وازدات حدة المواجهات مساء 12 من يناير في مناطق مختلفة من النقب احتجاجًا على القمع والاعتقالات في قرية الأطرش صباح اليوم وأمس وعلى استمرار حملة التحريش الهادفة لخنق الفلسطينيين في النقب. وأفادت مصادر محلية للجرمق أن الشبان الغاضبين في النقب هاجموا مقر الشرطة الإسرائيلية في بلدة تل السبع بالحجارة. ولفتت القناة 13 العبرية إلى أن المواجهات أسفرت عن عدد من الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، حيث جرى نقل 4 عناصر من الشرطة الإسرائيلية إلى مستشفى “سوروكا” لتلقي العلاج إثر إصابتهم خلال الأحداث المشتعلة. واشتعلت بلدات النقب بالأمس نصرة لأهالي قرية سعوة الأطرش، حيث أشعل فلسطينيون الإطارات في بلدة تل السبع، وفي مدينة رهط رفضًا لعمليات تجريف الأراضي.

أراضي الـ48 تهب نصرةً للنقب

ودعت حراكات وأحزاب فلسطينية في أراضي48 للحشد والمشاركة في مجموعة فعاليات خلال الأيام القادمة احتجاجًا على ما تتعرض له قرية الأطرش من عمليات تحريش وتجريف واعتقالات واقتحامات للمنازل وقمع للأهالي.

وامتدت الدعوات من دعوة للتظاهرة على مفرق سعوة الأطرش ووصلت إلى دعوات لتظاهرة في يافا وكفركنا وأم الفحم، والناصرة.

و من الجدير بذكره أن "إسرائيل" تتبع سياسة تشجير الأراضي للاستيطان فيها، حيث لجأت السلطات الإسرائيلية عبر "الكيرن كييمت" طوال أكثر من قرن إلى تشجير أراضي الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب كوسيلة لمصادرة الأرض والاستيلاء عليها.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر